الحياة من مفهوم آخر؟!
فاطمة محمود الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فاطمة محمود الحسيني

يختلف مفهوم الحياة من شخص لآخر، وحيث يتسع مفهومها ويضيق تبعاً لإدراك الانسان وتصوره لها، ويعتمد على درجة وعيه وإدراكه لها، فإذا كان الانسان محدود الفكر وضيق الأفق يضيق عليه تصورها، فإنه يعتبرها ما هي إلا محطة مؤقتة وعلية استغلالها كل لحظة منها من أجل إشباع رغابته الدنيوية، وحصر كل طاقاته وامكانياته المعنوية والمادية في سبيل ذلك، فهو –والحال هذه- يفتقد قيمته العظيمة التي منحها الله تعالى له في هذه الحياة.
إذن، لابد من استثمار الحياة بصورة صحيحة في تأدية دور الحضاري والإنساني في اعمار الأرض والحياة بالشيء الجيد النافع بما يرضي الله تعالى والالتزام بأوامره واجتناب ونواهيه، وهذه الحدود الذي فرضها الله سبحانه وتعالى يرتفع بها الانسان الى اسمى المراتب الفضليات والكمال عندما يبدأ بالعمل للحياة بصورة صحيحة والتزود بها للآخرة. إذن، لابد أن يؤمن بأنه رسالة بشرية على الارض، وأن يفهم قيمته كإنسان مفضل من الله تعالى على سائر المخلوقات التي خلقها الله تعالى، وتحرير فكره من العبودية الدنيوية المتعلقة بحب الدنيا وملذاتها، فقيمة الانسان الكبرى والعظيمة تكمن في فهمه أبعاد وجوده الحسي والمعنوي التي منحهما الله تعالى لكل ذات انسانية من خصائص العقل (الفكر) والادراك والشعور التي تفتح آفاق المعرفة والهداية في الحياة الدنيا.
ومن المؤسف أن يُحرم الإنسان في الحياة والوجود والذات الانسانية من استخدام أو تفعيل هذه الصفات أو الخصائص الفعالة التي منحها الله إليه التي تبرز دور الانسان الوجودي وحجمة ومستواه، إذ لا يمكن الانتماء اليها والإنسان يستغرق في عالم الماديات والمظاهر التي تجعله من ذوي اصحاب العقول المحدودة، وبالتالي تحولنا الى عبيد.
ومن خلال استبيان اجريته على مجموعة من الاشخاص في مختلف الاعمار والمستويات المادية والعلمية تبيّن انهم ينظرون اليها من خلال تجاربهم والاحداث التي عاشوها بمختلف ألوانها من الحزن والسعادة وما شابه ذلك، أي ينظرون اليها من جانب واحد الحسي والمادي أكثر من الجانب الفكري الذي يبدأ بالمعرفة وحب الذات الإنسانية التي خلقها الله تعالى وفضلها على سائر مخلوقات الارض والسماء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat