قطاع الإنترنت في العراق يواجه متاعب كبيرة وسط تصعيد خطير
قطاع الإنترنت في العراق، سيكون أمام متاعب كبيرة خلال الفترات المقبلة، حيث بدأ اصحاب الابراج والشركات الاخرى غير الرسمية بالشعور بـ”تهديد الازالة”.
يبدو أن قطاع الإنترنت في العراق ولاسيما “المشروع الوطني للانترنت” المتمثل بالكابل الضوئي، سيكون أمام متاعب كبيرة خلال الفترات المقبلة، حيث يمثل مشروع الكابل الضوئي خطوة أولى تجاه “انهاء” الابراج غير الرسمي والتي لاتحصل على رخص من وزارة الاتصالات، واستمرت كواقع حال طوال الفترات الماضية.
ومع دخول مشروع الكابل الضوئي تدريجيًا الى مناطق مختلفة من العراق والتي من المؤمل ان تشمل جميع مدن ومحافظات العراق خلال السنوات القليلة المقبلة، بدأ اصحاب الابراج والشركات الاخرى غير الرسمية بالشعور بـ”تهديد الازالة”.
حيث أن مشروع الكابل الضوئي سيكون مشروعا مشتركا بين وزارة الاتصالات والشركات الرسمية المرخصة والشريكة للوزاة بهذا المشروع، مع الغاء كافة مشاريع الانترنت غير المسجلة والابراج غير الرسمية.
هذا الامر، فضلا عن الخدمة التنافسية والسرعة الكبيرة التي يقدمها انترنت الكابل الضوئي، دفع بجهات يتوقع انها شركات وابراج غير رسمية، بمهاجمة وتخريب البنى التحتية للكابل الضوئي ببعض المناطق، حيث تم تفجير كابينات وقطع اسلاك الكابل الضوئي ببعض المناطق، ومؤخرًا تعرض مقر شركة ايرثلنك المزود الابرز لخدمة الكابل الضوئي، لهجوم بتفجير المقر في منطقة العرصات ببغداد.
وقالت الشركة في بيان انه “تعرضت إحدى المباني الخاصة بشركة (إيرثلنك) للاتصالات في منطقة العرصات إلى استهداف إرهابي فجر اليوم الاثنين المصادف ٢٠٢٢/٩/٥، بعبوة ناسفة لم يُحدد نوعها حتى الآن”.
واضاف البيان حول قطاع الإنترنت في العراق: “تتقدم شركة (إيرثلنك) بالشكر والامتنان للأجهزة الأمنية العراقية بكل صنوفها لسرعة استجابتها في تأمين المنطقة والمباشرة بالتحقيق في الحادثة التي لم تعرف تفاصيلها بالكامل بعد”.
مضيفة: “في الوقت الذي نحمد الله على سلامة كوادرنا والأشخاص القريبين من مكان الحادث، ونؤكد في حال كان الاستهداف متعمداً ضد شركتنا فإن ذلك يعتبر استهدافاً للاقتصاد العراقي وللاستثمار وللبنية التحتية لقطاع الإنترنت والاتصالات، وقد يكون تصعيد خطير ضمن سلسلة استهدافات تعرضت لها البنية التحتية للشركة خلال الأسابيع والأشهر الماضية، كان هدفها إيقاف خدمة الإنترنت في محافظة كاملة أو أجزاء منها”.
من جانبه، يقول الباحث الاقتصادي منار العبيدي إن “الاقتصاد يبنى على وجود قطاع خاص يعمل على بناء منظومة اقتصادية مستدامة توفر بيئة استثمارية صالحة لجذب رؤوس الاموال الى العراق، وبدون قطاع خاص مبني على اسس صحيحة لن يكون هنالك اقتصاد وبالتالي لن يكون هنالك بلد”.
واعتبر ان “من يحارب الاقتصاد الخاص والاستثمار انما يحارب البلد وهو احدى اوجه الارهاب التي لا تقل ضررا عن ارهاب داعش”.
مبينا انه “قبل ايام تعرضت احدى البنوك الخاصة الرصينة الى تهديد من احدى الجهات المنفلتة امنيا واليوم نسمع عن تعرض احدى بنايات شركة اتصالات للتفجير”.
وتسائل: “من المستفيد من تدمير الاقتصاد العراقي وتحويله الى بلد استهلاكي فاشل يعتمد على معونات الحكومة العراقية ويجعله رهينة للنفط، من الذي يعمل على ان تكون القوى الاقتصادية بيد قوى السلاح واللادولة؟”.
وأكد أن “دورنا اليوم كعراقيين دولة وشعب المحافظة على مختلف الاستثمارات وتطوير القطاع الخاص وان اي هروب لرؤوس الاموال خارج العراق يعني اضاعة فرص عمل واضاعة مشاريع ستلهث الدول المجاورة وغير المجاورة على استقدام رؤوس الاموال هذه لبلدانها وتشغيلها لديهم وتوفير فرص العمل في بلدانهم “.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat