صفحة الكاتب : محاسن غني النداف

الاربعين مسيرة حياة
محاسن غني النداف

اصطفت الاعمدة بكل ثبات ورزانة ومن ورائها الاشجار كسرب من حرس استقبال ملكي يقدم فرض التحية والاحترام لكل من اقتفى اثر جابر الانصاري في مواساة اهل البيت عليهم السلام. 
 انحنى غصن يلثم بأوراقه  راية كتب عليها يا حسين استقرت في حنايا قبضة طفولية تساير اباها بخطى متسارعة،  اربع خطوات صغيرة بواحدة كبيرة. 
ناولهم شاب يافع علب العصير المثلج ليهون على السائرين اجواء  الصيف اللاهب
امسكت الطفلة بعلبة العصير لكنها لم ترضى ابدا مبادلتها برايتها الصغيرة
" انها امانة امي ارسلتها معي! " قالتها بعزيمة واصرار
ام منعها المرض فأرسلت طفلتها تحمل الراية! 
ابتسم لها الساقي بكل مودة داعيا لامها بالشفاء
واستأذنها ليعقد  خيطا في رايتها الصغيرة لعل حاجته تقضى بدعاء الطفولة البريئة. 
اقترب منه رجل جاوز عقده الخمسين استحوذ عليه الحر والعرق وتناول منه علبتا عصير وودعه بكلمات شكر متلعثمة غلبت عليها لكنة اجنبية. 
عند حافة الرصيف غفت سيدة على كرسيها المتحرك بقوة شاب وضع منشفة رطبة على رأسه. 
فأنتبهت من نومها بعينين اثقلهما الكرى: "بني قاسم اريد ماء "
تحت ظل شجرة وقفت مراسلة صحفية تحاور الزائرين وتستقصي احوالهم وسبب مجيئهم. 
-من اين انتم؟ 
- من زاخو... لدينا موكب عند مدخل مدينة كربلاء  
والتمع صليب من ثنايا وشاحه الاسود 
-لم اتشارك المسلمين في احتفالاتهم؟ 
- انا لا اشاركهم! فالحسين لكل انسان مظلوم سلب حقه ويهمه امر الناس. 
الحسين علمنا احترام الانسان لانه انسان! 
 صور شتى مفعمة بالحياة.... دوي الاقدام واهازيج المعزين وندائات الساعين لخدمة الزائرين كلها امتزجت مع تسبيح الهواء و الشجر والطير...  
الملائكة شعث غبر يسيرون كتفا بكتف مع السائرين نحو قطب الحياة  وعليه دارت رحى القلوب التائقة للأمان والسلام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محاسن غني النداف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/29



كتابة تعليق لموضوع : الاربعين مسيرة حياة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net