درسنا اليوم هو الحسين وفقط.
شيخ الممثلين ..
(محمد توفيق) والامام الحسين عليه السلام
محمد توفيق ممثل ومسرحى مصرى 24 اكتوبر 1908 - 27 مارس 2003
التحق بمعهد التمثيل اللى تأسس سنة 1930
احترف التمثيل مع فرقة جورج ابيض وعزيز عيد وفرقة خليل مطران
سافر لانجلترا لدراسة التمثيل سنة1937
اشتغل فى لندن مخرج فى الإذاعة البريطانية فى القسم العربي
إخرج النص العربي لمشروع الصوت والضوء فى منطقة ابو الهول وأهرامات الجيزة سنة 1964
اسس فرقة الطليعة المسرحية مع الفنان محمود السباع سنة 1940 وعمل مساعد مخرج لاستيفان روستى فى فيلم الورشة
خرج من مصر رافضاً معاهدة (كامب ديفيد) فقدِم الى العراق مدرساً في كلية الفنون الجميلة، محمد توفيق الفنان الملتزم الجاد الذي درس الفن في الولايات المتحدة الامريكية وتتلمذ على يد الممثل العالمى لورانس أوليفيه.
أُسند اليه دور شيخ الانصار حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله تعالى عليه في المسرحية الممنوعة الشهيرة (ثأر الله) للكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي والتي صارت بجزئين فيما بعد الى (الحسين ثائراً) و ( الحسين شهيداً)
ينقل الكاتب والمسرحي العراقي (طالب محمود السيد) الذي كان يتتلمذ على يد توفيق في احد ايام الخميس بداية الثمانينات انه اصطحب استاذه الى ضريح سيد الشهداء بعد ان طلب هو ذلك ويروي مشاهداته في تلك الزيارة:
" وقف في باب الضريح أمام اللوحة الكبيرة التي فيها زيارة وارث، اخرج نظاراته وارتداها وبدأ بقراءة الزيارة، فاذا بعد سطرين من الزيارة اخذته رعدة هائلة استولت على جسده ويداه وبدأت الدموع تنهمر على وجهه، والناس تنظر اليه لانه شخصية معروفة تلقي عليه التحية والسلام، وهو مشغول بتلك الجذبة التي نقلته الى عاشوراء ..
التفت الى السيد فجأة وقال : ده أُدامي .. بيسمعني وبيبصلي (يقصد بذلك الامام الحسين عليه السلام) لانه استشعر وجوده وخلوده، حتى اذا اتم قراءة الزيارة تقدم وامسك بكلتا يديه باطار لوحة زيارة وارث واضعاً خديه عليها بالتناوب …
ثم دخل بكل خشوع وسكينة وانكسار داخل الضريح، حتى اذا بلغ الشباك الشريف فاذا به يرتعد ويهتز كما تهتز الاشجار في يوم عاصف ويعلو صوته بالبكاء والنحيب حتى سقط مغشياً عليه ليحمله من معه خارجاً"
يقول الاستاذ (طالب محمود السيد) بانه بعد الزيارة عزف عن تناول الطعام الذي قُدم له في المطعم، وبقي في حالة غريبة من الخشوع والانجذاب غارقاً في الحزن والأسى، كان يتمتم ويردد كلمة لازمته مدة (ده بيسمعني .. كان بيبصلي)، بادرت اليه بالقول : عندكم في مصر مقام الامام الحسين عليه السلام، فهل جرى عليك هناك ما جرى اليوم في كربلاء ؟!!
فقال : لا .. ده هو .. هو هنا مش هناك !
عاد توفيق الى بغداد وبعد يومين وعندما دخل على طلبته قائلاً : "اغلقوا كتبكم. فلا درس اليوم. ولنتحدث عن اعظم مدرسة ومدرس ودرس ..
درسنا اليوم هو الحسين وفقط.
منقول من مواقع التواصل الاجتماعي ...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat