صفحة الكاتب : صفاء ابراهيم

يوميات فرعون
صفاء ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا اعرف من نصب نفسه حاكما لأول مره في التأريخ ولا أعلم من هم المحكومون ولا اين كانت اول حكومة على وجه الارض لكني اعرف ان البشر وبعد خروجهم من مرحلة إنسان الغاب وتجمعهم في المستوطنات البدائيه الاولى احتاجوا اول الامر الى الاشخاص الحكماء ذوو الخبره والمهابه والتأثير من اجل حل النزاعات والخصومات التي قد تحصل بينهم على ملكية الاراضي ومياه السقي والحيوانات وامور الرعي والزراعه والمسائل المشابهه وبتطور المجتمعات وازدياد احتياجاتها احتاج البشر الى مبادىء قانونيه اوليه لتطبيقها في حل النزاعات المتماثله كل على حده واحتاجوا الى من يطبقها ويعطيها قوة الالزام ومن هنا نشأت القوانين ومن هنا وجد الحاكمون وتطورت المجتمعات وتطورت انظمة الحكم فمن القريه وشيخها الى المدينه وحاكمها الى المملكه وملكها الى البلدان الكبرى وسلاطينها يقول نجيب محفوظ في (ثرثره فوق النيل) : ليس غريبا أن عبد المصريون الفرعون لكن الغريب إن الفرعون امن حقا انه اله..... والحكام من فجر التاريخ تذرعوا وتسلحوا وتمترسوا بشتى الاوصاف والصفات الخارجه عن مفاهيم العقل ليبرروا لمحكوميهم سبب حكمهم لهم وسبب استمرار هذا الحكم فمن مدع للالوهيه ومن قائل انه نصف اله ومن زاعم ان الله فوض اليه امر البلاد والعباد حتى وصل الامر في ايامنا هذه الى القول بان وجودهم في هرم السلطه انما هو رحمة من العلي القدير الذي شمل شعوبهم المسكينه بفيض عنايته فقيظ لها هؤلاء الحكام لكي يقودوها نحو الرقي والتقدم
يمر الزمان وتتغير الناس وتتبدل الافكار وتتطور وسائل الاتصال وتتقدم التكنولوجيا وتتوالى الاكتشافات العلميه وتفكير الحكام هو هو لاتنال منه عاديات الزمن السلطه حلوة شهية جميلة رائعه كعروس ليلة زفافها أو كأوراد الربيع بعد مطر نيساني.....السلطة تعني الثروه تعني النفوذ تعني الخدم والحشم تعني المجد في الحياة وبعد الممات تعني الخلود في بطون كتب التاريخ العربي وأي مجنون يكره ذلك؟
يقول نزار قباني في قصيدة على لسان(حاكم يعد شعبه قطيعا من الابقار)
كلما فكرت ان اترككم
فاحت دموعي كغمامه
فتوكلت على الله وقررت ان اركب الشعب من الان الى يوم القيامه
وهذه هي مأساة شعوب الشرق....الاستبداد ولا شيء سواه وهو الة الفساد كما يقول جمال الدين الافغاني.....انظروا الى الارقام القياسيه التي يقضونها في سدة الحكم بل انظروا الى طريقة حكمهم كيف يجمعون في ايديهم السلطات الثلاث ويصهرونها في بوتقة واحدة ممثلة في شخص الحاكم لا توجد برلمانات حقيقيه بالمعنى المعروف ولا يوجد ممثلون للشعب في المجالس التي تصفق وتهلل لشخص الحاكم احدى الدول العظمى(على الصعيد الاقليمي)وبعد انتظارطال عشر سنوات في التهيئه والإعداد قررت تاجيل الانتخابات البلديه فيها الى موعد لم يحدد ولا اظنه سيحدد مع ان الانتخابات هي انتخابات بلديه لاختيار اشخاص يتولون توفير الخدمات وليس لهم في السياسه لاناقة ولا جمل وحاكم آخر يحل برلمان بلاده او ما يسميه هو برلمان كلما سمع بنيته استجواب مسؤول في حكومته وقد يصادف ان يحل البرلمان ثلاث مرات في سنه واحده واما التوريث فحدث ولا حرج والمضحك المبكي انه لا يقتصر على الدول التي تنص دساتيرها على ان الحكم وراثي مع تحفظنا على تسميتها بالدساتير وانما اصبح التوريث سمة بارزه في جمهوريات الشرق حتى بعد ان انقرض في جمهوريات الموز
من الطرائف التي يتداولها من شاء القدر ان يكونوا محكومين مدى الحياة بحكام مدى الحياة ايضا ان شعبا قد سئم من حاكمه الذي لم تترك صوره حائطا ولا عمود كهرباء الا وتعلقت به واستولت خطبه على نصف مدة البث التلفازي واخباره على ثلثي مدة البث الراديوي وامتلأت صفحات المطبوعات بحكايا انجازاته فطلبوا ممثلوهم مقابلته وابلغوه انهم قد ملوا وعليه ان يترك للشعب متنفسا لانه لم يعد يحتمل استمع لهم الحاكم بانتباه وسألهم:مارايكم ان نجعل التلفاز والراديو يبثان برامج اجتماعيه وترفيهيه فقط؟ تهللت وجوههم فرحا وقبل ان يلتقطوا انفاسهم اضاف:طبعا انا من سيقدم هذه البرامج!!!!!!!!!!!
اضحك عزيزي القارىء او ابك او افعل بنفسك ما تشاء لان فرعونك باق ما بقيت

صفاء ابراهيم
ahleen65@yahoo.com
2010 / 7 / 22



قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صفاء ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/07/23



كتابة تعليق لموضوع : يوميات فرعون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net