صفحة الكاتب : عبد العزيز ال زايد

لا تبكوا على فلسطين
عبد العزيز ال زايد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

العواطف قد تحرك القلوب والجحافل، لكنها بمعزلٍ عن العمل لا تغير واقعًا مريرًا، تصفحوا مدوّنات الشجب على ما يحصل في غزة والقدس والضفة وسائر المدن المحتلة، لا ترون إلا البكاء والدموع، هذا ما رأينا، وكأنّ المطلوب منا هو درف الدمع وتسابق المقل على أحزانِ ما حلّ بالواقع الفلسطيني، أظنّ أنّ الرجال اليوم يتشاركون فيما لا تحسنه إلا النساء، وهو الدور الوحيد الذي ألفته منذ الأزل، إنه البكاء المنحصر بالدمع دون أي فعل، فهل ستعيد تراتيل بالبكائيات لأمتنا مجدها وكرامتها؟، هذا سؤال نطرحه على من استعار من الخنساء قافية رثائها، نقول: لا تبكوا على فلسطين، حتى لا تكن أندلسًا ثانية، هل أرجعت أطنان الدموع قرطبة وطليطلة وإشبيلية وأشقائها؟، الدموع بمعزل لا تفعل سوى التنفيس عن الجراح، إذا كانت الغاية مجرد تسريح الهموم، والتنهد بما يريح نفس المهموم، فلنستمر على سح المقل، أما إذا كانت الغاية غير الغاية، والهدف غير الهدف، فعلينا مراجعة الخطابات والأدبيات التي تسرح هنا وتمرح هناك دون طائل، سوى استجداء العواطف وحسب، إذًا ما هو الحل؟، وماذا نفعل لفلسطين؟، نقول: العمل أولى من البكاء، فماذا نعمل؟، الحبر إذا كان مجرد رصف كلمات لن يغير واقعًا، والتغيير يبدأ بتصحيح التفكير، أول منطلقات حل فلسطين يبدأ بالقراءة، القراءة الواعية للتاريخ، فكم من دولة عربية تخلصت من الاحتلال والاستعمار؟، لم تحقق الدول المستقلة استقلالها بالدموع والانكفاء على الذات وراء الجدران، نماذج الاستقلال كثيرة، فهل قرأنا تاريخ الاستعمار المندحر؟، هل تأملنا ديالكتيك انتزاع المستقلين حقوقهم وبلدانهم؟، القراءة أولى من اجترار العبرات، وبعد أن نرى أن لتكاتف الشعوب قوة نصر، علينا أن نجعل هذا التكاتف كائنًا بشريًّا عملاقًا ينبض بالحياة، ويتحرك بقامة شاهقة مهابة في الأرجاء، ليكن شلالًا بشريًّا أو زوبعة خرافية تقول لكل مغتصب، كلمة واحدة فقط هي: (ارحل)، لا تبكوا على فلسطين، ولنبدل البكاء إلى زغاريد إذا شئنا، ولكن لا تبكوا، دمعة الألم يجب أن تتحول إلى سعي حقيقي يبلغنا نهاية النفق، فكيف انتصر المقاوم على الغازي المحتل؟، لم يكن الحل في درف الدموع قطعًا، بل في الانطلاق نحو تغيير الواقع لواقع أفضل، حتى إذا لَحّت الدمعة على السقوط، فلنجبرها على التراجع، ولنجعل من حركات النبي الفاتح لنا مصباحًا، أولم يفتح النبي مكة، وكسب الرهان؟، ماذا لو اقتصر على البكاء؟، الحل أن نوقف الأقلام الجنائزية، وننطلق نحو الهدف لتحقيق النصر.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد العزيز ال زايد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/23



كتابة تعليق لموضوع : لا تبكوا على فلسطين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net