(أكذب من خرافة):
دائمًا ما نستخدم كلمة (الخرافة) للحديث عن أي رواية أو قصة تبدو غير حقيقية ويتناقلها أو يصدقها الناس، وقديمًا قال العرب: "أكذب من خرافة" وهو مثل شائع يطلق على أي شخص يروي حكايات غير منطقية أو غير حقيقية أو لا يمكن تصديقها .
والخرافة في اللغة: هي الفكرة القائمة على التخيلات أو البعيدة عن العقل والعلم والمعرفة، ولكن في الواقع فإن كلمة (خرافة) هي اسم شخص عاش قديمًا بين العرب وضرب به المثل في رواية القصص الأسطورية .
وخرافة الحقيقي هو خرافة العذري من بني عذرة، ويقال: إن خرافة غاب عن أهله لفترة، وعندما عاد أخبرهم أن الجن قد اختطفوه، وأنه عندما عاد إلى أهله روى لهم حكايات عجيبة من عالم الجن، فلم يصدقوه وقالوا: إنه كاذب، وكانوا كلما سمعوا حديثًا خارج عن المعقول يقولوا: "أكذب من خرافة".
(اوعدك بالوعد واسقيك يا كمون):
هو أحد الأمثال الشعبية التي تطلق على من يخلف وعده دائمًا، ولا يصدق مع الآخرين في قوله، فالكمون من النباتات التي لا تحتاج إلى السقي الكثير، فكان الفلاحون يتجاوزونه عند سقي المزروعات، ولا يهتمون به كثيرًا لقوة تحمله العطش.
وهناك أسطورة تزعم أن الكمون احتج على ذلك ذات مرة، وطلب مساواته بباقي المزروعات، فكان الفلاحون يعدونه بالسقي، وينكثون وعدهم دائمًا، فذهب بهذا مثلًا، وعنه يقول الشاعر: لا تجعلوني ككمون بمزرعة ... إن فاته السقي أغنته المواعيد .
(كالمستجير من الرمضاء بالنار):
يضرب هذا المثل فيمن يعدل عن رأي فيه مشقة أو خطر، لرأي آخر يظنه آمن وأهون، ولكنه يكتشف أنه أكثر خطورة ومشقة من سابقه، ولهذا المثل عدة أقاويل أشهرها قصة وقعت مع كليب بن وائل وعمرو بن الحارث.
قصة المثل :
في قبيلة عريقة من قبائل العرب القديمة، كانت تسمى ربيعة، كان هناك رجل يدعى كليب بن ربيعة، خرج ذات يوم تحت ستر الليل، فتبعه رجل من أبناء قبيلته يُدعى جساس، ويقال: إنه ابن عمه بغرض التخلص منه، وقتله لسبب ما في نفس يعقوب، أغفلته كتب التاريخ التي تناولت تلك الوقعة .
ويُحكى أن جساس هذا غافل كليب وطعنه بخنجر مسموم طعنة غير قاتلة، ثم فر وتركه خلفه يصارع الألم والموت في طريق مقفر وليل موحش، وظل كليب على هذا الحال حتى بزغت شمس الصباح ومر به عربي آخر يدعى عمرو .
كان كليب يعرفه حق المعرفة، فهو رجل من أهله وعشيرته، حينما رآه كليب أحس باقتراب الفرج وتأمل في النجاة، فاستجار به؛ كي ينقذه مما هو فيه، ويعطيه شربة ماء يبل بها جوفه وتعينه على الحياة، لكن حدث ما لم يتوقعه كليب، حيث باغته عمرو بخسة ونذالة، وأجهز عليه بدلًا من أن يجيره من كربه أو يسقيه حتى شربة ماء، ومن هنا قال العرب وما زالت تقول :
المستجير بعمرو عند كُربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار .
ويقصد بالمستجير طالب العون والنجدة، أما الكربة فهي المحنة والأزمة والرمضاء من الرمض وهو التراب الحار أو الحصى الملتهب من شدة الاشتعال، وهذا البيت دلالة شديدة على الخسة والبغض الشديد.
(ما هكذا تُورد الابل يا سعد):
تدور أحداث المثَل في أحد البلدان العربية قديماً، حيث كان هناك رجل يدعي سعد، يعمل في رعاية الغنم، وكان له أخ يدعي مالك، يعمل في رعاية الغنم أيضاً، ولكن بشكل متميز عن أخيه وأمهر منه، وقد قرر مالك الزواج، وتفرغ لبعض الوقت لهذه المسألة، فقام سعد بالرعية وتوريد الابل وحده، ولكن حدث ما جعل مالك يقول قولته الشهيرة، التي أصبحت مثلاً فيما بعد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat