شكرا لقناة العربية .. والشكر موصول لنجاح محمد علي..
ماجد عبد الحميد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تواصل العربية نشرها لأخبار انتشار التشيع في قاهرة المعز ، فبعد ان نشرت خبر افتتاح اول حسينية في القاهرة تحت عنوان : ( غضب في مصر من افتتاح اول حسينية ) عاد الصحفي المشهور و الخبير بالشؤون الايرانية وأخبار الشيعة في مصر الفاطمية الاستاذ نجاح محمد علي ليغطي هذه المرة اول فعالية عزائية وباللهجة المصرية ، فسار الخبر بين المواقع سريان النار في الهشيم ، وعلت صيحات السلفية المتحجرين وشهقاتهم لتجوب عنان السماء : ( الله اكبر .. لقد ضاعت مصر ، انها لبنة الشر ، انها نهاية العالم الاسلامي (الاموي) ، الحقوا المصريين يا احباب السيوف والغزو والقتل الجماعي ، اين المفخخات ؟ اين الاحزمة الناسفة ؟ اين جنود الله ؟ اين كتائب فلان ؟ وفيالق علان ؟ ألا تعلمون بما يجري ؟ وقد ظهر الدجال المشعوذ يلطم على صدره ؟ ألا تعلمون انها بداية الشرك وانتشار الالحاد ؟ هدموا الحسينية وطهروا الارض قبل ان ينتشر الوباء .. ) .
و ليس غريبا على هؤلاء ان يدعوا بالويل والثبور فقد سبقهم داعيتهم الفلتة ( محمد الزغبي ) بدعائه على الشيعة عندما قال : ( اللهم جمد الدم في عروقهم ، اللهم انشر الامراض بينهم وانزل السرطان والايدز وانفلونزا الطيور وجنون البقر عليهم ، واحبس عنهم الماء وجفف دجلة والفرات ، واقطع عنهم صوت الرعد لانهم يشركون بك ، فهم يقولون ان صوت الرعد هو صوت علي ، وان البرق هو ذو الفقار الذي قطع رؤوس الصحابة ..).
ان هؤلاء العباقرة يلعبون على عواطف الناس السذج الذين انتهى عصرهم بانتهاء الايام التي كان البعير والسيف هما الاداة الناجعة لقطع الرؤوس وتأسيس الدول بالطول والعرض بحجة نشر الاسلام السلفي وبفتاوى من الشيخ همفر والقائد لورنس والحاج عبد الله فليبي .
( ترى بعد ما تنفع خطة برنار لويس ولا وعود اردوغان بعودة الخلافة ، لقد انقلب السحر على الساحر ).
لكن الغريب ان تتصدى قناة مثل العربية بمبدعيها وكادرها المعروف بفطانته ورزانته ورجاحة عقله الى نقل مثل تلك الاخبار المفرحة للشيعة والمبغضة للسلفية المتحجرين . و الامر هنا يحتاج الى وقفة واستفسار ، هل تروم العربية الى تحفيز وإيقاظ الفتن النائمة وبذلك ستنافس اخواتها الاخريات من القنوات الطائفية فتكون لدى المارد الأعرابي ثلاث اخوات ( صفا ، وصال ، وعربية ) لتكتمل نشوته باحتساء اخر قطرة من دم حسينيّ ممزوجة بالخمر الشامي المعتق ؟ أو ان الحقد والبغض لأهل البيت (ع ) جعلهم يبرزون ما يبدو للاناس على انه تخلف وخزعبلات وكفر ، وان دين الشيعة فقط اللطم والبكاء ، وهم ليسوا رجال دول بل دراويش وصوفية ومكانهم في التكايا والصوامع ، ومكان غيرهم البلاطات والقصور ، وبذلك يكررون ما قاله الصحفي والمحلل الامريكي من قبل اثناء تغطيته لاخبار الرهائن الامريكيين المحتجزين في السفارة الامريكية بطهران ؟.
يا أخ نجاح ... ان هذه الخطابات اصبحت مفضوحة وأفرزت نتائج عكسية ، فالحملة الاعلامية التي شنتها امريكا على ايران جاءت بتوقعات مضادة منذ ان كشف الناس اللعبة وقد كان الناقد الفذ ادورد سعيد اول المتصدين لها في كتابه : ( تغطية الاسلام : كيف تتحكم اجهزة الاعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم ) والصادر عام 1981 م في لندن وقد ترجمه د. محمد عناني ) والذي يقول فيه واصفا لونا من الالوان التي تستعملها وسائل الاعلام الغربية ولاسيما الامريكية في نقلها لأخبار الشرق الاوسط في ذلك العام وخاصة البلدان الاسلامية ومنها حادث السفارة الامريكية في طهران عقب اندلاع الثورة الاسلامية هناك : ( ولقد صاحب هذا اللون من التغطية قدر كبير من التستر والتكتم ، فعندما تحاول صحيفة نيويورك تايمز ان تشرح المقاومة الايرانية المدهشة للغزو العراقي ، نجدها قد لجأت الى المقولة القديمة من ان ( للشيعة ولعا بالاستشهاد ) ، وأمثال هذه المقولات لها حظها من القبول من الناحية السطحية ، ولكنني اعتقد انها تستخدم لتغطية الكثير مما لا يدري الصحفي عنه شيئا ، والجهل باللغة لا يمثل إلا جانبا واحدا اشمل وأعظم ..)
ان تغطيتكم هذه تحفزني لتأليف كتاب عن ( تغطية قناة العربية ) لأخبار الشيعة في العالم على غرار كتاب سعيد ، لكن ربما يغير العنوان الرئيس فيتم تعديله الى : ( شكرا لقناة العربية ) والعنوان الفرعي سيكون : ( كيف تتحكم اجهزة الاعلام الخليجية ويتحكم الخبراء في الشؤون الايرانية في رؤيتنا لسائر الشيعة في بلدان العالم ) .