النشاطات المدرسية في ذاكرة طالب
علي عبد الامير
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي عبد الامير

كانت المدرسة والتعليم الرافد الثاني بعد البيت في زرع القيم والأخلاق والمبادئ والعلوم الهادفة، كان المعلم يعد مناراً ورمزاً يحترمه ويهابه كل الطلبة حتى عندما يتقاعد، كان هناك تعاون كبير بين البيت والمدرسة، وتضافر الجهود أدى إلى الوصول لعلاقات إيجابية بين الطالب ومدرسته.
أيام مرت لكنها محفورة في الذاكرة، حيث كانت المدارس تحوي صفوفاً خاصة لدروس معينة منها: درس الفنية (الرسم والزخرفة والخط)، هذا الفن الراقي الذي مدّ بكل الوسائل، وكان معلم الرسم يبذل الجهود لإبراز معالم المدرسة بأحسن صورها من خلال مشاركته بالمعارض التي تقام فصلياً وسنوياً.
أما درس الرياضة، فكانت المدرسة تحوي على قاعة للرياضة التي تحوي في زواياها صندوقاً كبيراً مليئاً بأنواع الكرات (سلة، يد، طائرة، قدم، منضدة)، وزودت المدارس بساحات للرياضة، حيث كان هذا الدرس من أهم الدروس التفاعلية الذي يعطي للطالب النشاط والحبوبة، وبالتالي القدرة على استيعاب الدروس.
وبعد التدريب تقام المسابقات الرياضية في أوقات معينة من السنة،حيث هناك مشاركات من قبل الطلبة في الملاعب الرياضية بكل صنوف الرياضة: (سلة، طائرة، قدم، ساحة وميدان)، وتوزع الكؤوس والجوائز للمدارس الفائزة بعد انتهاء المباريات.
وكان درس التربية الزراعية من الدروس المحببة، إذ كان المدرس المختص يُخرج الطلبة لحديقة المدرسة في الهواء الطلق؛ ليعطي لهم حصة عن أوليات الزراعة مثل: الحرث، وتعديل التربة، وزراعة بعض النباتات في السنادين، فهي أجواء طبيعية خلابة تنمي في النفس الصحة والعافية.
ومن جملة النشاطات، كانت هناك معارض تقام مركزياً للمحافظة، تشارك فيها كل المدارس من خلال عرض نماذج تخص والعلوم، وعمل النشرات المدرسية والبوسترات، وكذلك عمل وسائل تعليمية توضيحية خرّجت جيلاً علمياً مدركاً لأهمية العلم وقيمته.
أما درس المكتبة الذي كان ينمّي قدراتنا الثقافية والعلمية، حيث خُصّص صف من المدرسة يحوي على كتب ومجلات وكتيبات بسيطة حسب الفئة العمرية وفي وسط الصف ينتصب ميز تحاط به مجموعة من المقاعد؛ ليجلس التلميذ بكل راحة وهدوء، إضافة الى عرض الكتب في عارضات معينة، وكان مدرس العربي يشرف على المكتبة.
كانت المدارس حياة نقضي فيها أوقاتاً بالعلم الجدي والمعرفة بحب وشغف اين اصبحت الآن؟ اصبحت عبقاً في تاريخ ذكرياتنا، كلما هبّ علينا عشنا فيه؛ لننسى قسوة الحياة في وقتنا الحاضر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat