مجلس آية ﷲِ العظمى السيّد السيستانيّ «دام ظلّه» في عزاء جدِّه أمير المؤمنين (صلوات ﷲِ عليه) :
احمد الحلي النجفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بين سطور الأحزان وأزرار خباء أهل الوحي، ودموع اليتامى وصراخ فقد الأحبّة، ودموع الثكالى، يجرّك التوفيق حيث شمس العلم ، حيث بيت الفتوى، حيث يعجز القلم عن وصف المقام الرفيع.
إنّه مجلس آية الله العظمى السيّد السيستاني (دام ظلّه)، المقام في ثلاث ليال على مصاب أمير المؤمنين عليه السلام.
تقف وأنت تحسب الأنفاس، وتسعى بالخطى، وتلملم ثيابك طلباً لقيافة اللقاء، فأنت ستدخل على رجلٍ يستقبلك بسلامه وتحاياه،  يجتمع الموالون من حوله وأمامه، وما إن يبدأ الخطيب بذكر المصاب  تتفجر الدموع كالينابيع ويعلو الصراخ والنحيب، لا أعلم ما الذي يجول في الروح من الخواطر وأنت تجلس بين السيّد والخطيب، فالخطيب عن ميسرتك يملأ عليك  مصاب عليٍّ وأيّ عليّ صلوات الله عليه، والسيّد عن  ميمنتك يمثّل نهج أجداده العظام.
فتشخص بصرك من بعد وتتأمل، فترى السيّد - دام ظلّه - مطأطئ رأسه لعظم المصاب، يده اليمنى على فخذه الأيمن وأنامل اليد اليسرى جمعها بين عينيه،  فتسيح دموع الأسى منه، فيكفكفها بمنديل له يخرجه من أصل ثيابه، يكاد أن لا يدع الدمع ينزل على خديه، فعادة القائد يخفي ما في أحشائه من أسى، ولا يضعف أمام رعيّته، ولكنّها تترى مرّة بعد مرّة، يجمعها ويمسحها بمنديله.
رأيت رعدة دمعه وينبوعها حين قال الخطيب: (اللهمّ هذه ليلة القدر، يعتق الله تعالى بها رقاباً من النار)، ومرّة حين تلا وصية المفجوع به (الله الله في جيرانكم)، ومرّة حين ذكر اليتامى، ومرّة حين  قرأ الخطيب قصيدة (تهدّمت والله أركان الهدى).
أطفئ الضوء حين ذكر عروج روح الوصي، وعلت أصوات الندبة، وفجع الحاضرون بفقد مولاهم، وعلت الأيدي على الصدور، وحنين الأصوات يردد (تهدّمت والله أركان الهدى).
انتهى المجلس، وهدأ البكاء والنحيب على المصاب، والحضور كأنّ على رؤوسهم الطير، يشخصون بأبصارهم إليه، وعاد البكاء حينما دعا السيّد المفدّى للحضور، رافعاً يديه قائلاً: (آجركم الله، وعظّم الله أجركم، اللّهم احشرهم مع علي بن أبي طالب عليه السلام، اللهم اقض حوائجهم، ولا تردّهم خائبين)، ثم بدأت لحظات الوداع، سلامٌ وألف سلام.
  يا الله لحظات لا تنسى، ملأت الجسد فيها بلحظات الإقبال، إلى أن يتجدّد عهد التوفيق برؤيته، اللهم احفظ عين العراق، واحفظه لولده، ولذويه، ولمحبيه، ولسائر المؤمنين والمؤمنات.

ليلة ٢١ شهر رمضان سنة ١٤٤٣هـ.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد الحلي النجفي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/26



كتابة تعليق لموضوع : مجلس آية ﷲِ العظمى السيّد السيستانيّ «دام ظلّه» في عزاء جدِّه أمير المؤمنين (صلوات ﷲِ عليه) :
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net