صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

مشكلتنا الأكبر.. الكتلة الأكبر!
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في أي عملية بناء لا بد أن تهتم بالأساسات، فهي تضمن رصانة البناء ومدى ديمومته ومتانته، وأي خلل فيها سوف يؤثر على ذلك البناء مهما كان جميلا وفارها، وسيكون مصيره الإنشقاقات والإندثار وصولا الى اللحظة التي لا يفيد معها إصلاح، وإنما يجب هدمه وإعادة بناءه من جديد.

من أهم أساسات العملية السياسية بعد 2003 أنها بنيت على التوافقية بين المكونات الاساسية للشعب العراقي، فكانت حصة المكون الاجتماعي الاكبر وهم الشيعة رئاسة مجلس الوزراء، بينما رئاسة البرلمان تكون للسنة وحصة الاكراد رئاسة الجمهورية، وذلك كله إستنادا الى أن الكتلة الفائزة الأكبر هي التي تشكل الحكومة.

لأن أغلب الفقرات الدستورية مبهمة وقابلة للتفسير والتأويل، تغير تفسير الكتلة الأكبر من الكتلة الفائزة الى الكتلة البرلمانية الأكبر بعد انتخابات 2010، حين تقدمت كتلة العراقية على كتلة دولة القانون، مما فتح الباب على مصراعيه، للتجاذبات والصفقات والشد والجذب والمزايدات بين مختلف الكتل السياسية للإستئثار بمغانم السلطة والشراكة فيها، وأنتج عدم إستقرار في الواقع السياسي العراقي، بسبب غياب الثوابت بين الكتل التي تمثل هرم السلطة.

حتى صارت المفارقة الملازمة لتشكيل الحكومة العراقية، أن من يشكلها ليس من يحصل على أعلى المقاعد في الإنتخابات، فالمالكي ترأس حكومة عام 2010 في الوقت الذي كان أياد علاوي فائزا، وترأس العبادي حكومة عام 2014 في الوقت الذي كان المالكي فائزا، وكلف الدكتور عادل عبد المهدي بحكومة عام 2018 بعد توافق كتلتي الفتح وسائرون، دون تسمية الكتلة الكبرى التي تتبنى تشكيل الحكومة، حتى أنه قدم إستقالته لرئيس الجمهورية بدلا من الكتلة الأكبر، التي من المفترض أنها متبنية لتشكيل الحكومة.

إستمر تدهور العملية السياسية وصولا الى إنتخابات 2021، التي ما زالت تشهد إنسدادا سياسيا، وغيابا للحلول التي ترمم البناء وتجدد ما تآكل فيها وتمنع إنهيارها، بعد أن ترك الركن الأساسي فيها وهو تسمية الكتلة الأكبر التي تمثل المكون الإجتماعي الأكبر، وصار البحث عن المقاعد العددية لتشكيل تحالفات هشة، تبحث عن مصالح شخصية وفئوية وحزبية، ليس لديها برنامج إنتخابي ولم تعلن عن أهدافها، سوى الوصول الى السلطة والإستئثار بمغانمها.

لذلك إذا ما أردنا ترميم العملية السياسية ومنعها من الإنهيار، لابد من الإنطلاق من الأساس الثابت وهو الكتلة الأكبر التي تمثل المكون الإجتماعي الأكبر، ومنها تنطلق التوافقات والتحالفات السياسية، المبنية على تفاهمات وخطط مستقبلية يتم التوافق عليها، تخدم مصلحة البلاد وشعب ينتظر من ناخبيه برامج واضحة، تؤثر على واقعه المعيشي والخدمي، بدلا من الصراع السياسي الذي يدور الآن حول المغانم فقط.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/24



كتابة تعليق لموضوع : مشكلتنا الأكبر.. الكتلة الأكبر!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net