ادباء ..أم أدبــ.....سزيــة؟
علي حسين النجفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين النجفي

حملة اتحاد الادباء وصحيفة المدى وموقع الزاملي(ترهات) واعتصام الخمارين والعرگجية في شارع الثقافة (المتنبي) بدلا من شارع ابي نواس او منطقة البتاويين تجعل المتابع يقف مندهشا مذهولا يتساءل ما العلاقة بين (قلم المثقف) و(بطل العرگ)..وهل ان (عقل)المثقف لايبدع من غير الخمرة..ام ان هناك ما هو ابعد من ذلك ؟! فالمقالات والافتتاحيات المنشورة في صحيفة المدى وموقع (ترهات) لاتتناسب بحجمها وتدفقها مع قضية هي اصلا ليست من شان المثقفين والادباء بالدرجة الاولى وان الاولى بها وصاحب المصلحة الحقيقية في تبنيها هم اصحاب ورواد الحانات والملاهي واوكار الدعارة والرذيلة ,فهل اصبحت الثقافة في العراق كاس خمر و دعوة عهر؟ وهل يشرف اتحاد الادباء ان يكون المدافع المستميت عن حقوق السكارى والخمارين والزناة والعواهر ؟! فيا لبؤس الثقافة اذن ويا لعار الادباء ان تؤول حالهم الى هذا المصير على ايدي الشيوعي الكردي فخري كريم زنكنةفي (مداه) والموتور الزاملي في (ترهاته) !!
لقد تابعت كغيري من ابناء العراق هذه الحملة وساهمت بالرد عليها في مقالاتي السابقة ورايت ان اكتفي بما سبق لان القضية والذين يدافعون عنها بهذه الصورة الهستيرية ليست مما يستحق اكثر من الاهمال واغفال الذكر, وان كان القائمون على الحملةاستطاعوا تجميع مئة او مئتين من مدمني الخمرة والزناة ليدنسوا شارع المتنبي مسيئين لتاريخه ورمزيته ولالاف الكتب التي يحتويها فان محافظات العراق تستطيع استنفار الملايين من دعاة الطهر والاخلاق الفاضلة ليخرجوا بمسيرات لاتستوعبها الشوارع مقابل اولئك الشواذ القلة من امثال احدهم الذي نشر له موقع الزاملي (ترهات) مقالا بتاريخ 7\\12\\2010 تحت عنوان :
الزحــــلاوي أرحـــم لو التــريــاك ؟؟!!!
كتابات - ابراهيم القريشي
والمقال من عنوانه يكشف عن مستوى كاتبه الاخلاقي اذا ما امعن القاريء النظر في كلمة(الزحلاوي) التي يتداولها ويتعاطى مسماها اولئك الذين رايناهم يمرغون اجسادهم وثيابهم في قذارات المجاري الطافحة واكوام المزابل قرب الحانات ومحلات الخمور في مناطق الباب الشرقي وساحة الميدان وازقة الحيدرخانة ونفق ساحة التحرير على مراى من المارة وعابري السبيل الذين يشمئزون من منظرهم ويكممون انوفهم من روائحهم النتنة ويسدون اذانهم عن سماع هذيانهم الداعر..انها صور تحفظها ذاكرتنا وتجعلنا ننفر منهم ومن (زحلاويهم) الذي يفعل بهم كل هذا ويدفعهم الى ارتكاب الفواحش والموبقات بعد ان يسلبهم البابهم وعقولهم التي تعقل سلوكهم.
يستعرض هذا الكاتب المثقف في مقاله صورا (حضارية) ينقلها من دول ومدن سبقتنا في سلم (التطور والمدنية) على وفق قياساته ومعاييره باسلوب يزين فيه المزايا و(الفوائد)التي سنحظى بها لو اقتدينا بتلك الدول واطلقنا العنان لنشر محلات الخمارين و(اسواق البغايا) لكنه في مقاله الحضاري لم يستعرض كم من الجرائم والكوارث التي تستغيث منها مجتمعات تلك الدول والمدن ولم يستعرض لنا مدى الانحطاط الاخلاقي والتحلل الاجتماعي وضياع القيم الاسرية ولم يقدم لنا احصاءات بحالات الانتحار والقتل والاغتصاب بل حتى حوادث المرور التي سببتها قنينة (زحلاوي)!! والغريب في مقال هذا الكاتب (المتحضر) انه بعد قوله : ((أفتحوا البارات اذن وأعيدوا النوادي وعلاوة عليها أفتحوا أسواقا للبغي أيضا اذا سنحت الفرصة مع انها دعوة غريبة في ظل وضع العراق الآن)) يريد من الاخرين ان لايتطاولوا على شرف (المحصنات) من امهاته واخواته!! عجبا , هل ان شرف الاخريات اقل شانا من شرف امك واخواتك يا قريشي ؟! هل تدعو الاخريات للعمل في (اسواق البغي) وتحرم امك واخواتك من هذه الـ(نعمة)؟!!.انك اذن اناني متخلف و(مزدوج الشخصية)!!!
وفي موضع من مقاله يقول : ((وثمة مفارقة أغرب هي أنه في أقدس بقعة في العراق مدينة النجف تنتشر ظاهرة دعارة الصبيان بشكل تقشعر له الابدان حتى ان عبارة : \"قابل آني نجفي\" أضحت رديفة لصد تهمة \" أيدوّر ولد!!! لكثرة حالات تدنيس القبور بماء الرجال مع أن رفات الأمام العظيم منتصبة بهيبته من ذات الغار وهو يفتدي ابن عمه الرسول مرورا بباب خيبر وهو يتكسر بساعده وانتهاء بصحنه المذهب يعانق زرقة السماء والعمائم من حوله تكاثرت كالفطر في أزقة المدينة بحّ صوتها من الأصلاح والنهي عن منكر واضح فلا من مجيب!!)) وقد ذكرني هذا بحادثة مشهورة خلاصتها ان الامام علي(ع) حين سال شخصين عن احوال البصرة واجاباه بردين مختلفين قال لكل منهما (صدقت) لانه عليه السلام فهم ان كلا منهما قال ما يتوافق مع سيرته, ويبدو ان كاتبنا (المتحضر) يختزن في ذاكرته حادثة حصلت له في (صباه) على يد احد الشاذين (وربما مجموعة) وكان محل الحادثة في (مقبرة النجف) وقد سببت له تلك الـ(مواقعة) ازمة نفسية لايزال يعاني منها لاسيما ان اجواء المقبرة غير (الرومانسية) ضاعفت من شدة الازمة واثرها في نفسه!!..فلعل في دعوته الى نشر (اسواق البغي) ما يخفف عليه من وطاة تلك الحادثة واثارها كي ينطبق عليه المثل العراقي : (ضاع ابتـــر بين البتــران) او قول اخواننا المصريين : (كلنا في الهوا سوا ) ...
علي حسين النجفي
النجف الاشرف .. في 7\\12\\2010 .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat