صفحة الكاتب : عباس العزاوي

من اسقط النظام البعثي؟
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ان اندلاع ازمة رئيس اقليم كردستان مع الحكومة الاتحادية مفتعلة ومريبة ويحيطها الكثير من الشكوك, فردود الفعل  الرسمي في الاقليم لايتناسب مع اصل المشكلة ـ عقود النفط  وتهريبه , ولجوء الهاشمي الى الاقليم ـ  وجاءت في توقيت غريب وداعم لسياسة القائمة " العراقية " التخريبية التي تقتات في وجودها على الازمات المتكررة !! ولااقول ازمة الاكراد مع الحكومة  فهم جزء منها واكثر الاجزاء عافية ورفاهية ويشتركون في مناصب ومسؤوليات الحكومة بشكل كبير ومؤثر , في المقابل ليس هناك حتى شرطي واحد يمثل الحكومة الاتحادية في اقليم كردستان من غير الاحزاب الكردية , فهم مستقلون عن العاصمة ادراياً وسياسياً وعسكرياً , فجاء الخطاب الاستفزازي الاخير للسيد مسعود البرزاني  فاشلاً ومخيب للآمال بكل المقاييس وشكل صدمة  لكل الوطنيين والمعولين على وحدة العراق وشعبه.
 
 السيد البرزاني بدأ يدق طبول الحرب في عيد المحبة والاخاء والجمال ـ عيد نوروز ـ دون مبرر شرعي, ولانعرف هل كان يقصد ماجاء في الخطاب تماماً ؟ ام انه مجرد تلويح للحكومة على ضرورة الاستجابه لكل طلباته والا فالخيارات مفتوحة! , خطاب مؤلم ومتناقض ولاينم عن تصور واضح لمشاكل العراق وتعقيدات عمليته السياسية , فهو يحمي احد المطلوبين للقضاء من جهة ويتهم الاخرين بخرق الدستور من جهة اخرى!! وفي الوقت الذي يعتبر البعض ان مسألة تسليم طارق الهاشمي للقضاء, منافيا ً للمروءة واصول الضيافة الكردية , يُعيب ويمُنُّ على الاحزاب السياسية الذين كانوا يتخذون من الشمال العراقي ملجأً لهم ايام المعارضة , في اشارة دنيئة  وخبيثة حول احتضان المعارضة العراقية أنذاك ,وقد كرر هذا القول اكثر من سياسي واعلامي كردي!! فهل كردستان جزء من العراق ام لا؟ حتى يكون وجودهم هناك لمقارعة البعث, فضل وتكّرم من القادة الاكراد يجب عدم نكرانه مهما حدث !! وهل يجب على الساسة الاخرين الرضوخ ايضا لارادات الدول التي آوتهم ماقبل السقوط كأيران وسوريا ناهيك عن عشرات الدول الاوربية!! اما اذا كان المقصود بهذا التلميح  هو الاشارة الى التاريخ المشترك في النضال ضد الدكتاتورية! وتذكير الاخرين به ! , فيفترض انهم يعرفون حلفائهم القدماء جيداً , وليس فيهم من ينوي او حتى يفكر بالتآمرعلى العراقيين الاكراد فضلاً عن محاربتهم.
 
ولماذا يصر الزعيم الكردي مسعود البرزاني على افتراض  حدوث حرب مستقبلاً بين العرب والكرد؟! ولماذا يرفض او يعترض على شراء بغداد طائرات اف" 16 " وهو يبحث عن مصدر تسليح غير قانوني لجيشه الخاص بالاقليم!! وباموال النفط  العراقي!!  وهل يجب ان تبقى بغداد ضعيفة  ومحترقة ؟ تتلاقفها ايادي الارهاب والموت والخراب الى يوم يبعثون , لتتبدد مخاوفه من نشوب نزاعات تعيد ايام الماضي المؤلم! ام ان اطماعه الشخصية والغير معلنه تدفع بهذا الاتجاه ؟!! ومن الذي جعل السيد مسعود يعتقد  بان هناك من يحاول ان يجرب حظه مع قوات البيشمركَة الكردية! في غمز وتحدِّ غير مسؤول للحكومة الاتحادية  دون توفر أيّ مقدمات او اسباب تتطلب هذا التصريح الاستعراضي!! مع معرفتنا جميعا بان الامريكان وقوات التحالف من اسقط صدام وزبانيته ! وليس قوات البيشمركَة او اي من الاحزاب المعارضة للنظام السابق, وهذه حقيقة !! فلماذا يتبجح البعض ويستعرض عضلاته العسكرية الان!! مع احترامنا الكبير وتقديرنا للتاريخ النضالي لكل القوى السياسية التي  حاربت الحكم البعثي الدموي واستمرت بمواقفها المبدئية حتى التاسع من نيسان 2003!.
 
 أليس غريباً ان نجد من يتحدث عن الحرب بعد كل ماحصل؟! ألم تكن الدروس السابقة ؟ قاسية ومؤلمة بما يكفي لنتعلم الحكمة والتعقل!! وهل نحتاج قوافل اخرى من القتلى والمعاقين تضاف لسجل العراق الدامي والغارق بدماء ابناءه الابرياء من العرب والاكراد! اين الشعب الكردي من كل هذا؟ ومن منهم يريد حرباً جديدة مع اخوانه العراقيين ؟! فان كان السيد البرزاني يتعامل مع العراق كدولة جاره فليعلن دولته ـ الحلم  ـ اذن!! وسنقف كلنا معه ونبارك له ذلك!! اذا كانت هذه ارادة الشعب الكردي حقاً ,لان سياسية البين بين  التي ينتهجها البرزاني لايُعول عليها كثيراً ومربكة لجميع الاطراف! وان كان العكس ! اي ليس هناك اي رغبة  بالانفصال عن الوطن الام! عليه وعلى الجميع دعم ومساندة العراق الجديد  ليصبح قوياً وجاهزاً لصد أيّ عدوان خارجي محتمل, وانا على يقين بان الشعب العراقي من جانبه سيقف بجميع شرائحة ضد اي تآمر على الاخوة الاكراد.
28.4.2012

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/29



كتابة تعليق لموضوع : من اسقط النظام البعثي؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net