فوبيا التشيع... عقدة العرب الموهومة.!
عبد الهادي البابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لازال هناك اليوم من العرب من يحذر ويردد بأن هنالك هلالاً شيعياً يمتد من طهران مروراً بالعراق وسوريا وينتهي في جنوب لبنان ، ويقولون بإن هذا الهلال الشيعي يشكل خطراً على أمن وأستقرار الأمة العربية ، بل صرح بعضهم بأن خطر هذا التمدد يتعدى المنطقة العربية إلى تركيا (البوابة الشرقية لأوربا ) وإلى دول القوقاز الروسي وإلى أفغانستان والهند وغيرها من المناطق المجاورة لهذا الهلال ..!!
إن قضية إيران (فوبيا) والهلال الشيعي والتحالف الشيعي الصفوي هي في الواقع تعيش في مخيلة العقول المريضة ، العقول المنبطحة لأسرائيل ، وكل هذه الجعجعات الإعلامية التي نسمعها يومياً من القنوات العربية عن الخطر الشيعي والتحالف الصفوي والهلال الشيعي..هذه كلها مجرد أوهام وأمراض وعقد خطيرة أستحكمت عند هؤلاء وتمكنت منهم بقوةحتى صارت زادهم ومعادهم ...!
حيث أن الإعلام العربي مدفوعاً بفوبيا هذه العقدة (الشيعة) أراد أن يختلق عدواً جديداً كما هي عادته بخلق الأوهام ومنها خلق العدو المستمر ،وأن يغير بوصلة الصراع من أسرائيل إلى إيران ، وبعد أن طويت صفحة (العدو التاريخي للعرب أسرائيل ) وأبعد من روزنامة الإعلام العربي بكل حنكة ودهاء ،أختلق المعقدون والمرضى من السياسيين العرب والمدفوعين بعقد طائفية جاهلية إلى أختلاق عدو جديد يحل محل العدو الحقيقي للعرب والمسلمين فأستبدلوا أسرائيل بايران والصهيونية بالشيعة - كما قال الدكتور محمد حسنين هيكل - في لقاء مشهور من على الفضائيات وأجاب على السؤال أكثر من مرة ..!!
والآن مايراد من العراق أن يكون في خصومة مستمرة مع إيران ، وأن يكون البوابة الشرقية التي تلقي بشررها ونارها على إيران - كما فعل المسكين صدام حسين- الذي ورطه العرب حينما أطلقوا عليه فارس الشرق العربي ( ثم عاد وأفترسهم في عقر دارهم وشرد قبائلهم وقتل سراتهم ) ....وأن تكون هناك حرب دائمية مع إيران ، حرب تستحضر فيها كل عقد التاريخ وتفاهاته المجنونة من أحقاد طائفية وأضغان عرقية وثارات وإِحنْ وذحولٍ طوائل ...!!
ولكن ..لماذل يريد العرب من العراق أن يكون هكذا ..؟لماذا يريدون من العراق أن يدفع أبنائه لمحارق الحروب ومآسي الصراعات والقتل من جديد ..؟
لماذا يريدون من العراق أن يبقى في خصومة مستمرة مع إيران ، لماذا يريدون من العراق أن يبقى في خصومة مستمرة مع الكويت ، وأن يبقى في خصومة مستمرة مع تركيا ، وأن يبقى في خصومة مستمرة مع سوريا ومع الأردن ومع دول المنطقة ..؟؟
ألم يكفهم قادسية صدام المشئومة ..التي أكلت الأخضر واليابس في هذا البلد ..وماتلاها من تداعيات خطيرة دمرت كل مفاصل ومرافق الدولة العراقية الحديثة وأعادتها إلى ماقبل عام 1921..؟
لماذا كلما صار هناك أمل من التقارب وتحسين العلاقات بين العراق و دول الجوار العربي والإقليمي خرج علينا مجموعة من الموهومين والمعقدين العرب وهم يحذرون ويصرخون بأن هناك [فوبيا شيعية ] وأن هناك صفوية وأن هناك هلالاً شيعياً يتمدد في المنطقة العربية والعالم ..!!
أما آن الآوان لهم أن يتعضوا من عبر الماضي القريب ، ألا يريحهم العراق القوي ، العراق المستقر ، العراق الذي تحكمه العلاقات الطيبة مع الجميع .. لماذا لايريدون هذا العراق ..؟
ولكننا نرجع ونقول ..أنها عقدة فوبيا التشيع ..هذه العقدة التي تؤرقهم ليلاً ونهاراً ..فأفقدتهم توازنهم ..وأذهبت بأحلامهم..وجعلتهم يخبطون خبط عشواء !!
نحن نعلم بأن هذا الكلام قد لايعجب البعض ، وأنه ستغص به حلاقيم ، وتنتفخ له أوداج ، وتذهل له مهج وتفغر له الأفواه ، ولكن الأمر أمسى لاينفع فيه السكوت والإيماء ، أو التوغل بحذر وحياء ، أنه وهم [ هذا الذي يسمونه الخطر الشيعي] ...نعم ..أنه وهم قد تحول عندهم إلى ورم سرطاني خبيث ..وخبيث جداً ..يجب أستئصاله من عقولهم ونفوسهم ، وليس له إلا مبضع الحقيقة ..!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عبد الهادي البابي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat