صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

أبو مدفع ؟
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا تخلو السيرة الدكتاتورية عبر التاريخ من سوالف مضحكة، ففي مكان من العراق سلب شاب نعمة الحرية, وحكم عليه بالسجن لسنين سبع كاملة غير منقوصة، والتهمة إنه إعترض على سياسة القيادة الحكيمة والنهج الثوري للحزب ، وحكايته بدأت عام 1980، وكان كل شخص معرضاً للإتهام في حال قال قولاً أو فعل فعلاً تراه الجهات الأمنية وعيونها مخالفاً لمسيرة الثورة المجيدة. 
كان الشاب يعمل في أفران الطابوق، وكان يتحدث لرفيقه في العمل عن برامج التلفزيون ,وقد إشتهرت في ذلك الحين مطربة مستورة تتغنج وتتدلع وتتمايل وتتحايل، وترقص وتفقص وتهز خصرها كشجرة في يوم ريح عاصف، وكانت تغني بما يطرب النفوس، ويدير الرؤوس، فقال: لماذا يبث التلفزيون هكذا أغان وبرامج تضر بأخلاق الناس؟
مرت الأيام وإذا بصاحبنا الشاب يواجه أحد قضاة الثورة الذي حكم عليه بالسجن سبع سنوات عقوبة له على رفضه للنهج الحكيم الذي يسير عليه الوطن والشعب.
غادر ملايين العرب بلدانهم منذ أيام الهجرات الأولى الى أمريكا الجنوبية والمكسيك وأمريكا الوسطى ونيوزلندا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة لمختلف الأسباب، ليس أولها الحرمان والقهر والبطالة والشعور بالدونية والإحتلالات وقمع السلطات والبحث عن الذات، وليس آخرها مصيبة المواطن (أبو مدفع) التي تعبر عن ظلم المجتمع لأبنائه,وكيف يكون سندا للطغاة في طغيانهم؟
فقد روي ,إن المواطن ناصر هاجر من قريته في بلاد الشام الى أمريكا على خلفية حادث من الحوادث العابرة والتافهة لكنها سببت له حرجاً وجعلت منه عرضة للسخرية وحكاية للتنكيت، وظل في الغربة ثلاثين عاماً حتى عاد، وعندما أراد أهل قريته تكريمه أذيع في القرى أن هناك وليمة كبرى على شرف (أبو مدفع). وما أن سمع بكلمة (أبو مدفع) حتى قرر العودة الى أمريكا وطلب من سائق تكسي لم يكن قد ولد بعد أيام هجرته الأولى الذهاب به الى العاصمة,ليستقل الطائرة المتوجهة الى امريكا.
حكاية أبو مدفع ,وإسمه الحقيقي ناصر,إنه كان يجلس الى طاولة مع بعض الأصدقاء, وقام أحد الخبثاء بدفع تلك الطاولة  فأخرجت صوتاً يشبه صوت ريح البطن، ثم نظر الخبيث الى ناصر ليوحي للجالسين إنه أخرج ريح بطنه بهذا الصوت، وضحك الحاضرون، وصاحوا: ما هذا هذا (ريح بطن) أم مدفع؟. وصار الناس يطلقون عليه لقب (أبو مدفع) ,ما دفعه ليهرب من القرية.
في بعض الثقافات ينظر لريح البطن إنها عملية مقبولة تماماً ,ولكن في الشرق العربي تكون (ريح البطن بصوت) في تأثيرها ورفضها مجتمعياً، أشبه بمعارضة النظام الحاكم، والجريمتان عقوبتهما النفي، لا فرق بين أن (تضرط ) ,وبين ترفض الحاكم. وهذه ليست دعوة لتشريع قانون يبيح الضراط في الأماكن العامة، فهو ليس كتدخين السجائر...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/17



كتابة تعليق لموضوع : أبو مدفع ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net