قراءة في صلح الامام الحسن (عليه السلام)(21)العوامل الاجتماعية لصلح الامام الحسن (عليه السلام)(8)
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد عبد الستار الجابري

ان هذا النشاط العظيم الذي نهض به امير المؤمنين (عليه السلام) واصحابه لا يعني ان الامة باجمعها في ظل دولته اصبحت امة مستقيمة، فالرسول (صلى الله عليه واله) على عظمته لم يتمكن من هداية المنافقين وقريش الظالمة، فالحال مع امير المؤمنين (عليه السلام) اشد خاصة وان الامة على مدى 25 سنة قد تلقت اسلاماً ناقصاً ومحرفاً فلا يسع المجتمع في طي خمس سنوات ان يتطهر من كل اثار الفترة الماضية، هذا فضلاً عن الانهيار القيمي والاجتماعي وظهور الطبقات الاجتماعية المتفاوتة وتفضيل العرب على العجم وظهور النعرات القبلية والقومية، فكل هذا يحتاج الى جهد جهيد وعمل متواصل لا تكفي فيه حفنة السنين القليلة التي حكمها امير المؤمنين (عليه السلام) في اصلاح الفساد الذي بقي في نفوس ذراري المنافقين والطلقاء متسمراً من فترة ما قبل الاسلام ومالحقه من تحريف لمعاني الاسلام وقيمه بعد تسلط قريش على مقاليد السلطة بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله)، وعند التتبع يجد الباحث ان شخصية الانسان المسلم كانت شخصية قلقة بسبب عوامل التجهيل التي تعرض لها، ولعل اوضح الامثلة وابرزها ما بيناه عن التعدد الانتمائي للمجتمع البصري وهو على شكل اشد وضوحاً في المجتمع الكوفي الذي كانت تتنازعه اتجاهات شديدة الصراع فالاتجاه الاموي – القرشي كان فاعلاً جداً في الكوفة، والاتجاه الموالي لامير المؤمنين (عليه السلام) كان شديد الفاعلية في الكوفة ايضاً، والاتجاه الثالث الذي كان يرجح كفة احد الاتجاهين على الاخر هو اتجاه حاكمية السلطان، الذي تسبب في كوارث عظيمة لاتباع اهل البيت (عليه السلام)، في صفين والتحكيم وايام خلافة الامام الحسن (عليه السلام) وفي ثورة الامام الحسين (عليه السلام) وثورة المختار الثقفي (رحمه الله) وثورة زيد الشهيد (رضوان الله عليه).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat