قراءة في صلح الامام الحسن (عليه السلام) (20)العوامل الاجتماعية لصلح الامام الحسن (عليه السلام)(7)
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد عبد الستار الجابري

اصبح المجتمع المسلم في ايام دولة امير المؤمنين (عليه السلام) يعيش حالة جديدة فارقها بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله)، اذ اعاد امير المؤمنين (عليه السلام) العمل بكتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه واله) وحارب البدع وطرد القصاصين من مسلمة اهل الكتاب الذي اوكلت اليهم مهمة الجانب الثقافي في عهد عمر وعثمان، وارسل امير المؤمنين (عليه السلام) خلص اصحابه لتعليم الناس احكام الدين الحق التي نسوا حظاً كثيراً منها او لم يصلهم الجزء الكبير منها لان المتصدي لتعليم الدين لم يكن يفقه الدين.
واعاد (عليه السلام) المساواة في العطاء والغى التمييز الطبقي بين ابناء المجتمع، واستعاد ما امكنه من اموال المسلمين التي تلاعب بها عثمان وبنو ابيه والمقربين منه الى بيت المال، حتى كاد ان يختفي الفقر في ايام دولته ويندر ان يرى فقيراً يسأل الناس ايام حكمه سواء كان مسلماً ام ذمياً.
واهتم (عليه السلام) كثيراً بالجانب الفكري والثقافي حتى اصبح اهل الكوفة من اقوى الناس حجة واقدرهم على رد الخصم بالحجة والبرهان، وكان حضار خطبه في مسجد الكوفة كل طبقات المجتمع لم يختص بطبقة دون اخرى ولم يقدم العرب على غيرهم ولا سراة القوم على بسطائهم، فالكل يأتي لنيل الاستفاضة من علمه الوافر.
كما نصب على الولايات العمال الذين يثق بهم وبقدرتهم على تنفيذ برنامجه التوعوي الثقافي في الامة، ولم ينصب العمال على اساس الولاء الشخصي او الانتماء القبلي بل ينصب من يريد له ان يكون محققاً لمصالح الرعية وبناء الشخصية الانسانية على منهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، لا ان يكون هدفه بناء مركزه المالي وسطوته السلطوية، لان منهج الاسلام الاصيل كما اسلفنا هو بناء الانسان فرداً ومجتمعاً وليس تشييد السلطة على حساب الانسان.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat