قراءة في صلح الامام الحسن (عليه السلام)(19) العوامل الاجتماعية لصلح الامام الحسن (عليه السلام)(6)
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد عبد الستار الجابري

المفارقة في معركة الجمل ان امير المؤمنين (عليه السلام) على الرغم من كونه هو الخليفة الا ان حاكمية السلطان لم تعمل عملها في قلوب المجتمع البصري، لانهم كانوا يوالون سلطان قريش وبني امية، فلما وصل سلطان الحق والعدل والانصاف الى سدة الحكم كان هذا الامر غير مقبول عندهم الا القسم الرابع من اهل الدين والتقى والورع والخشية من الله.
وبهذا يتضح ان القيادات الفرعية التي اعتاد المجتمع ان يأخذ منها مواقفه لها اثر مهم في هداية المجتمع اوضلاله، وفي نفس الوقت كان ابو موسى الاشعري - عامل الكوفيين على الكوفة بعد ان طردوا عامل عثمان بن عفان منها - يثبط الناس عن امير المؤمنين (عليه السلام) بعد ان ارسل الامام الحسن (عليه السلام) وعمار بن ياسر (رضوان الله عليه) لدعوة الناس للالتحاق به في حرب الناكثين، الا ان الدور السلبي لابي موسى الاشعري كان يثبط الناس، ولكن لما سمع ابو موسى ان الاشتر قادم الى الكوفة وانه مصمم على الانتقام منه ولى هارباً خارج الكوفة فالتحق الكوفيون بامير المؤمنين (عليه السلام).
انتهت الجمل بالقضاء على المعسكر القرشي قضاءاً تاماً فلم يبق لقريش قوة سياسية بعد واقعة الجمل، وذهب التوافق القرشي الى غير رجعة، فلم يدم سلطان قريش بعد النبي (صلى الله عليه واله) سوى 25 سنة بدلوا فيها سنن سيد المرسلين وخالفوا احكام الكتاب المبين وحرفوا الناس عن اهل بيت العصمة والطهارة واسسوا لمجتمع بعيد عن روح الاسلام يحكمه جهل الامة وضلال قادة الامة، ان انتفاضة المجتمع المسلم ضد سلطان قريش كان انقلاباً على الظلم والعدوان والتعدي والانحراف للوصول الى الحق والحرية والعدالة والعمل بكتاب الله وسنة نبيه واعادة الحق الى نصابه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat