أزمة أسعار الطحين بالعراق.. التجارة تشكل لجانًا لمتابعة المخابز والأفران وتطرح بعض الحلول
سجّلت أسواق المحافظات ارتفاعات كبيرة بأسعار مادة الطحين في وقت أعلنت فيه وزارة التجارة(الثلاثاء 09 تشرين ثاني 2021 )، إطلاق وجبة جديدة من مادة الطحين خلال الـ24 ساعة المقبلة لمواجهة ارتفاع الأسعار في المادة المذكورة.
ووصل سعر كيس الدقيق الواحد في أسواق البصرة، ذي قار، المثنى وواسط، وغيرها من محافظات وسط وجنوب العراق فضلاً عن العاصمة بغداد، إلى اربعين الف دينار. مما اثر بشكل كبير في المواطنين الذين يعانون من ضعف كبير في القدرة الشرائية.
وعبّر مواطنون عن استيائهم من هذا الارتفاع الذي تسبب بتخفيض عدد أرغفة الخبز المباعة لهم من قبل الأفران والمخابز ونقص وزنها، ووجهوا نداءات عاجلة إلى الحكومة بضرورة التدخل العاجل وتجهيز مادة الطحين عبر منافذ وزارة التجارة ووكلاء الحصة التموينية، الأمر الذي شهد استجابة سريعة، إذ كشفت الوزارة في بيان، أنَّ الوزير علاء الجبوري وجّه الشركة العامة لتصنيع الحبوب والشركة العامة لتجارة الحبوب بـ “إطلاق وجبة جديدة من مادة الطحين”.
وأوضح الجبوري أنَّ “قرار الوزارة جاء انسجاما مع ارتفاع الاسعار وصعوبة حصول المواطن على الطحين من خلال الأسواق المحلية”.
وأشار إلى أنَّ “توجيهات صدرت إلى الشركة العامة لتصنيع الحبوب والشركة العامة لتجارة الحبوب، لاتخاذ الإجراءات اللازمة والسريعة لإطلاق وجبة جديدة من مادة الطحين”.
ونفى الوزير، وفقا للبيان، وجود أزمة في توفير الطحين، موضحا أنَّ “الوزارة لديها خزين جيد من الحنطة المسوقة من الفلاحين والمزارعين ومستمرة بعملية التجهيز ولديها وجبات أخرى من الطحين”. لافتاً إلى أن “وزارة التجارة تدرس خيارات عدة لدعم أصحاب الأفران والمخابز من خلال تسلم مادة الطحين عبر الوزارة”.”
إلى ذلك، أعلنت وزارة التجارة، عن طرح معالجات لمكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بشأن أسعار الطحين، وفيما حددت سبب ارتفاعه، أشارت الى تشكيل لجان لمتابعة المخابز والأفران.
وقال المتحدث باسم الوزارة محمد حنون إن “دائرة الرقابة التجارية في الوزارة ووزارة التجارة شكلتا لجاناً لدراسة السوق المحلية وبيان ارتفاع أسعار الطحين”، مبيناً أن “الوزارة جهزت الوجبة التاسعة من حصة الطحين الخاصة بالبطاقة التموينية في جميع محافظات العراق، حيث وصلت نسبة الإنجاز 50%”.
وأضاف أن “الوزير يتابع بشكل مباشر ارتفاع الأسعار”، مشيراً الى أن “فرقنا الرقابية وبالتنسيق مع الجريمة المنظمة وجهاز الأمن الوطني شكلت لجاناً في السوق المحلية لمتابعة سبب ارتفاع الطحين والتدقيق للمخابز والأفران”.
وأكد حنون أن “ارتفاع أسعار مادة الطحين لا يرتبط بمادة الطحين في البطاقة التموينية، بل يرتبط بارتفاع أسعار الطحين الصفر المستورد”، لافتاً الى أن “وزارة التجارة غير معنية بتوريد مادة الطحين الصفر كون العملية تتم عن طريق المخابز والأفران والسوق المحلية”.
وتابع أن “هناك عدة إجراءات ستعرض غداً على مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، حيث لدينا آلية وبإمكانها معالجة مادة الطحين الصفر وتضع حداً لارتفاع الأسعار وهي قيد الدراسة”، موضحاً أن “الوزارة مستمرة بالعمل من أجل تجهيز البطاقة التموينية لمادة الطحين وهي متوفرة لدى جميع الوكلاء”.
وبين أن “مشكلتنا فقط في مادة الطحين الصفر الذي يخبز في الأفران الأهلية”، مشيراً الى أن “هناك معالجات من قبل الوزير يمكن دراستها من خلال المجلس الوزاري أو مكتب الكاظمي”.
من جهتهم أفصح أصحاب المخابز والأفران عن خسارتهم بسبب ذلك الارتفاع مما قد يدفعهم إلى غلقها في حال استمرار صعود الأسعار، في الوقت نفسه يؤكد وكلاء الطحين تأخر وصول حصص المواطنين المعتادة من هذه المادة وسط اشتعال الأسعار في الأسواق من قبل التجار واحتكارها من قبل البعض بأسعار مرتفعة تفوق القدرة الشرائية للمواطنين.
ويوماً بعد يوم تسجل الأسواق ارتفاعا كبيرا بأسعار السلع والمواد الغذائية الأساسية، نتيجة تغيير سعر صرف الدولار الذي باتت تأثيراته واضحة في المواطنين، لكن المواطنين ينتظرون الاجراءات الفعلية العاجلة لوزارة التجارة لضخ كميات كبيرة تطمئن الأسواق وتريح أعصاب الأسر العراقية.
وكانت (الصباح) قد نشرت تقريراً من مدينة السماوة بشأن شح مادة الطحين وارتفاع أسعارها مما أضرّ بالمواطنين وأصحاب الأفران على حدٍ سواء.
المصدر: الصباح
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat