أخذ اللقاح واجب انساني وديني
مصطفى كامل حاتم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى كامل حاتم

أخذ اللقاح مهم لبقاء الحياة ودفع الضرر المحدق بالبشرية جمعاء ... وقد اتفق العقلاء على ضرورة أخذه من شتى صنوف المجتمع العالمي من رؤساء وقادة وزعماء ، كما أخذت أغلب الدول العالمية اللقاح لجميع مواطنيها ، ولما وصل إلى العراق فقد بادرت الكوادر الطبية إلى أخذ اللقاح كي يطمئنوا المواطنين ويدفعوا كل شبهة تحوم حول اللقاح فهم أهل الاختصاص والخبرة في هذا المجال ولو كان فيه أذى وضرر لما بادروا لأخذه وشجعوا عليه ، ومن ثم أخذ مراجع وعلماء الدين والقادة والسياسيون اللقاح ، ومن هذا المنطلق ادعوا جميع المواطنين إلى أخذ اللقاح بعد مراجعة الطبيب المختص وعدم الالتفات إلى دعاة المقاطعة لان الخطر أكبر وأعظم وأدهى وطريق السيطرة عليه والحد منه تبدأ بأخذ اللقاح ومراعاة التوجيهات الصحية من لبس الكمامات والتباعد الاجتماعي وعدم حضور التجمعات كالفواتح والاعراس والعزائم والتجمعات الحزبية والسياسية .
وقد دعت المرجعية الرشيدة وعلماء الدين إلى أخذ اللقاح بصورة عملية عبر أخذ اللقاح ، واصدرت البيانات والفتاوى في ذلك ، فيرى المرجع السيستاني (دام ظله) لابدية الاعتماد على رأي المختصين حيث قال : [ينبغي الاعتماد على ما يشخّصه الأطباء المتخصصون من ذوي التجربة في هذا المجال. أما من الناحية الشرعية فإنما يجب استخدام اللقاح الحائز على الترخيص المطلوب فيما إذا كان احتمال الإصابة بفيروس كورونا والتعرض لخطر يهدد حياة الشخص أو لضرر كبير غير قابل للتدارك يفوق بدرجة معتد بها على احتمال وجود مضاعفات شديدة لاستخدام اللقاح] .
ويذكر المرجع الفياض (دام ظله) حول ضرورة أخذ اللقاح ما يلي : [الظاهر- بحسب شهادة أهل الخبرة في المجال الصحي وعلم الأوبة واﻷمراض – ان مثل هذه الأمراض الفايروسية شديدة الفتك والتي لها قابلية الانتشار كجوائح عالمية لا يمكن الحد من وبائیتها إلا بالتحصين والتمنيع باللقاحات باﻹضافة الوسائل الوقاية الأخرى المعروفة. أما باقي الخصوصيات كأنواع اللقاحات وخصوصية المتلقي للقاح فتراجع فيها الجهات الصحية المأمونة وذات العَلاقة؛ ومن المعروف إن منظمة الصحة العالمية قد رخصت لبعض تلك اللقاحات المعروفة مما يفترض أمانها بشكل عام] .
ولبيان الموقف الشرعي من هذا الوباء فقد أصدر الفقيه آية الله السيد حميد المقدس الغريفي (دام ظله) بياناً مفصلاً جاء فيه : [ومن هنا كان لابد من التعامل مع فيروس كورونا وأمثاله على وفق الضوابط والموازين العلمية والإيمانية ، بحيث نقول لمن يعتمد الحجة العلمية حصراً بأنَّ القواعد الطبّية والوبائية المعتمدة عالمياً تُقرّر ضرورة تجنب التجمعات والاختلاط سواء كانت اجتماعية أم سياسية أم دينية أم تجارية أم تعليمية أم غيرها مع ضرورة التوقي من هذا الوباء باستعمال المعقمات وما إلى ذلك ؛ لأنَّ هذا الفيروس يُسَبِّب العدوى وقد صار وباءً عالمياً لانتشاره السريع وتأثيره الضرري على الإنسان فرداً وجماعة حتى أدّى إلى جائحة بشرية وكارثة عامة على مستوى العالم ... وأمَّا مَن يعتمد الحُجّة الدينية ... فالنصوص الدينية كما هو ادراك العقل أيضاً يوجب دفع الضرر المحتمل فضلاً عن المؤكد ، وحينئذٍ يجب حفظ النفس ويحرم تعريضها للضرر والهلاك ولو كان محتملاً ، وهذا ما دعت إليه المرجعيات الدينية ، بل وجميع العقلاء ، فصاروا يُحَذِّرون الناس في هذا الوقت العصيب من التجمعات الدينية والسياسية وغيرها لوجود الوباء وتفشي العدوى. ولذا فمن يؤمن بالعلم حصراً وقوانين الطبيعة فإنَّ ايمانه يفرض عليه متابعة المختصين الذين يُحذِّرون وفق الأسباب التكوينية من العدوى والوقوع في الضرر أو الموت مما ينبغي عليه أن لا يحضر التجمعات ، ومن يُخالف منهم ذلك فلا يخلو حاله عن كونه جاهلاً أو متجاهلاً ، وكلاهما يقعان بالضرر والإضرار. ومَن كان يلتزم جانب الإيمان حصراً في سلوكه ومواقفه ويحضر التجمعات الدينية وغيرها في الوقت الذي ينتشر فيه الوباء اتكالاً على ايمانه وتحصنه من الوباء والشرور بالدعاء وببركة ما يقصده ويعتقد به ، فإنَّ هذا الإيمان وحده لا يكفي وإن كان بضميمة الدعاء ؛ لأنَّ المانع من الضرر إنَّما هو أمر مركب من اجتناب الضرر بالتوقي منه ومكافحته مصحوباً ذلك بالدعاء مع الإيمان بالسلامة من الوقوع في الضرر لينال التسديد والتوفيق ...]
بل إن سماحة السيد محمد باقر المقدس الغريفي قد ألف كتاباً في ذلك يتضمن بيان الأحكام المرتبطة بهذا الفيروس بشكل مفصل تحت عنوان (الطب الوقائي في الفقه الإسلامي فيروس كورونا انموذجا) .
وعليه سوف اقوم ببيان أنواع اللقاحات بشكل مختصر مع بعض التوصيات التي أكدت عليها منظمة الصحة العالمية .
1. أنواع اللقاحات وكيفية أخذها .
هناك بعض التوجيهات التي يمكن أن نذكرها باختصار مأخوذة من الهيئات الترخيصية العالمية اعتمادا على دراسات الشركات المصنعة وهي كالتالي :
١ ــ اللقاح الصيني : يسمح به بكل شخص اكبر من ١٨ سنة ، وغير مسموح للاطفال والحوامل والمرضعات ( اقل من ٦ شهور ) ومن لديهن نية الحمل خلال ٣ شهور و أصحاب الامراض المزمنة الغير مسيطر عليها والامراض المناعية ( والسبب لعدم شمولهم بالتجارب) لديه حساسية سابقة من لقاح او حساسية مفرطة من علاج استوجبت دخول المستشفى .
٢ ــ اللقاح البريطاني (استرازنيكا) : يسمح به لكل من هو اكبر من ١٨ سنة ويستحسن من عمر ١٨ الى ٤٠ سنة اعطاء بديل اذا توفر مثل فايزر او الصيني .
وغير مسموح به للحوامل الغير معرضات لخطر الاصابة بقوة اللواتي يعملن في المؤسسات الصحية مثلا . ومن لديهم حساسية من لقاح سابق او حساسية مفرطة من اكثر من دواء استوجبت دخول المستشفى .
3 ــ اللقاح الأمريكي (فايزر) : يسمح به لكل من هو اكبر من ١٢ سنة و أصحاب الامراض المزمنة والامراض الوراثية و المناعية و من هم على ادوية مزمنة او مميعات الدم او مثبطات المناعة او الاسبرين او الكورتيزون والسرطانية والمرضعات والحوامل ( بشرط التواصل مع الطبيبة المتابعة) .
وغير مسموح به لمن لديه حساسية مفرطة من اكثر من نوع من الدواء او حساسية سابقة من لقاح استوجبت دخول مستشفى .
2. توجيهات مهمة بخصوص أخذ اللقاح .
١.يجب عدم النصح بوقف اي علاج مستمر لأي مرض لغرض اخذ اللقاح كونه لا يتداخل وكل التوصيات العالمية توصي بعدم قطع اي علاج مستمر وعند الشك او الحيرة الرجوع إلى من هو مختص بأمر الترخيصات اللقاحية .
٢. لا يوجد سبب للانتظار ٦ شهور بعد الاصابة لاخذ اللقاح و يمكن للشخص اخذ اللقاح بعد الشفاء وزوال الاعراض لكن ننصح ان تكون مدة فاصلة لاربع اسابيع للاحتياط .
٣. لا يوجد اي حاجه لاجراء مسحه PCR قبل اللقاح إذا كان الشخص لا يعاني من اي اعراض وينبغي اخذ اللقاح بسرعه دون اضاعة الوقت .
٤. لا يوجد اي سبب للحجر او الابتعاد عن الآخرين بعد اخذ اللقاح .
٥. اخذ الاحتياطات اللازمة الاعتيادية الى اسبوعين من اخذ الجرعة الثانية لضمان اكتمال فعالية اللقاح .
٦. من هم اقل من ٤٠ سنة واخذ الجرعة الأولى من استرازنيكا يأخذ الجرعة الثانية بأمان .
٧. فاصل اسبوعين اذا كان الشخص يأخذ لقاحات لأمراض أخرى مثل التهاب الكبد ( بين لقاح التهاب الكبد و اللقاح الاخر مثلا) .
3. قضايا مغلوطة لابد من تجاوزها :
1. جميع اللقاحات لا تحتوي على فايروس كورونا حي .
2. الشخص الملقح لا يصاب بالكورونا من اللقاح.
3. الشخص الملقح لا يعدي او ينقل الفايروس الى الاخرين لان جسمه اصلا لا يحتوي على فايروس حي ولا داعي لعزله عن الاشخاص الاخرين بعد اخذه للقاح.
4. اللقاحات لا تؤثر على الصفات الوراثية والجينية للشخص الملقح لانها لا تتعامل مع مادة الDNA للجسم البشري المسؤول عن صفاته الوراثية.
5. عدم وجود اعراض جانبية مثل الالم في مكان الابرة او الحرارة لا يعني بأن اللقاح لم يعمل ، فالأعراض الجانبية لا تظهر في كل الملقحين
6- كل المواد والمكونات الداخلة في تركيب اللقاح هي آمنة .
هذا وقد بلغ عدد الملقحين في العالم حتى اليوم اكثر من 3.5 مليار انسان يعني ما يقارب نصف سكان الكوكب ، فسارع لأخذ اللقاح واترك كل الاصوات التي تدعوا للمقاطعة لأجل سلامة نفسك ومن تحب .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat