صفحة الكاتب : خالدة العزاوي

المرأة والانتخابات
خالدة العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم تزل المرأة في العراق تحاول منذ سنوات عديدة التخلص من قيمومة الرجل وسلطته وحاكميته لكنها لأسباب اجتماعية وعرفية ودينية تتراجع عن المحاولة لتبقى أسيرة هذه السلطة التي ألغلت حقها الأهم من بين حقوقها الإنسانية  ألا وهو حق تقرير المصير.

ويأتي السؤال الذي دائما يجيب عنه الرجل نيابة عن المرأة نفسها والسؤال هو هل يسمح للمرأة التعبير عن رأيها فيجيب رجل متفاخرا بالحضارة والتاريخ والدين بنعم !! وهو على علم اليقين أن نصف المجتمع العراقي لا يسمح للمرأة بالتعبير عن رأيها بل أنها لقرون عديدة تردد رأي الرجل الذي يمثل ركيزة القيمومة وعنوان المجتمع القبلي والعقل القروي المتسلط  كل ذلك حمّله هذا الحق وما تبعه من أمور سبلت من المرأة حريتها وصار هو مَن يملك زمام الإدارة والقيادة .

ما أريد قوله وأريد تناوله في هذا المقال أن عزوف الرجل عن الخوض في الأمور السياسية جعل من المرأة كائنا يتحاشى السياسة ويجهل ماهيتها بل حتى أنها لا تتعب نفسها حتى مجرد الحديث فيها فهنالك مَن يفكر بدلا عنها .

ولعل استخفاف أكثر الرجال جهلا بالأمور السياسية المهمة كالانتخابات والياتها وقوانينها وايجابيتها وسلبيتها يعطيه حق الاستخفاف برأي المرأة بل أنها أخذت تنظر إلى الانتخابات بعين الرجل وعقله وتفكيره .

نلاحظ اليوم في خضم الدعايات الانتخابية التي يشهده الشارع العراقي  والمناقشات والخلافات والصراعات وما إلى ذلك من المجريات الطبيعية التي تحدث في أكثر دول العالم التي تنادي بالديمقراطية ينقل الرجل رأي الشارع للبيت الذي فيه زوجته وابنته وأخته وأمه ويتخذ القرار ويناقش ويتفلسف دون أن يسمح لهن بالمناقشة أو التعبير أو حتى حق اختيار من يرينه الأصلح لهن  في المستقبل، أو أن يسمح لهن أن يذهبن للتصويت لمجرد أنه لا يعجبه أو يرفض الانتخابات وفي واقع الأمر ليس الموضوع إعجابه أو رفضه أو حتى قبوله للانتخابات الأمر انه مجرد تحكم نابع من عقلية قبلية أو تطرف ديني أو عرفي تحكمي راسخ وقديم.

والأغلب الأعم من النساء لا يعرفن أصلا ماهية الانتخابات أو ممنوعات من التصويت وهذا فعلا ما يحدث في اغلب المجتمعات القروية والحاصل هو انقياد المرأة لرأي الرجل .

وهكذا تبقى المرأة مسلوبة الإرادة حتى في تقرير مصيرها ومصير أسرتها.

فنحن بحاجة ماسة لمجتمع مثقف ولتوعية ديمقراطية جادة تبدأ منذ التنشئة الأولى بهدف تغيير النظرة النمطية لدور وقدرات المرأة في التعبير عن رأيها وصنع القرار الصالح لها.

فمن دون إجراءات التوعية والتثقيف لا ننتظر تغييرا جذريا في  سلوك المجتمع .

ولكي يصل عدد المشاركين في ألانتخابات إلى أكثر من النصف أو يزيد هنا يأتي دور المرأة لتقلب المعادلة  لصالحها  تماما  أذا أحسنت الاختيار  وأدت  دورها بصورة  دقيقة  ومدروسة  فسنرى تغييّر  واضح  للخارطة  السياسة  في البلد ونلاحظ كيف أن المرأة تحقق اغلب ما تصبوا  إليه وتتطلع  له  في جميع نواحي الحياة سواء المتعلقة بها أو  بالمجتمع عموما .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالدة العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/09


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : المرأة والانتخابات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net