هولٌ عظيـمٌ وكان الكـونُ مـرتـعـبــا
خوفَ الزوالِ وحتى اليومُ قد رُهبـا
واسوّدَ سقفُ الدنى مِن هولِ حادثةٍ
في غربةِ الدهر كانـت تنـدبُ الغُرَبـا
حيـث التـرابُ بلـونِ الـدّم مصطَـبـِغٌ
صـوتُ الفضـاء عويـلٌ أفقُـهُ اكتـأبـا
رأسٌ ويعلـو سنـانَ الرمـحِ إذ قطعوا
رأسـاً بـه سـرُّ عـرشٍ كـان محتـجـبـا
تحت السنانِ كأنّ الشمسَ قد جثمت
ومـرغت مِن دماء النحرِ ما انسـَكَـبـا
عينـاهُ قـد رمقـت مـا بـعـد مَـقـتـلـهِ
حـرقـاً ونهـبـاً وتـرويـعـاً لـمَـن قَـرُبـا
خلـف الصغـارِ لـهُ عينـانِ كــان يـرى
خـدرَ النســاءِ وبالنيــرانِ قـد لُـهـبــا
حـتـى غـدا دمــهُ لـغـزاً بـمـصـدرهِ
مـِن نـزفِ مقلتِــهِ أم نحـرُهُ شَـخُـبــا
واهتـز حيــن رأى مَــن قَلبَـهُ مَلَكـت
مـا غـادرتـهـا عـيـونٌ ورّثـت كُـربـا
يُـصغـي لنـدبتـهـا قـصـداً لـنُـجـدتـهِ
تمشـي مُقـيـدةً والـدمـعُ قـد سُـكِـبـا
والـنـاظـرون رأوا يـهـتـزُ مـنـحــرهُ
والصوتُ يا وجعاً قد أخمدَ الصـخبـا
صـوتٌ كهـمـسٍ يُنـاجـي الله يـقـرأهُ
مـا كـان مِـن عجـبٍ أن ردّد العـجـبـا
إنّـي ابـنُ فـاطـمـةٍ بـل روحُ نبتـتـِهـا
إنّـي حشـاهـا الـذي قـد مـزقـوا إربا
قربانُهـا والـفـدى يـسـمـو بـراحـتـهـا
خُذنـي فكلي وما حولي لك انجَـذَبـا
اسعد عبد الرضا الحلفي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat