قصيدة "درب الآلام"، قصيدة جامعة لِمآسي وأحزان مولاتنا عقيلة بني هاشم السيدة زينب عليها السلام منذ رزية يوم الخميس وحتى رجوع السبايا إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله.
يــا عَـيـنُ جُـودِيْ بِـالمعَينْ
دَمْـعـاً يـسـيلُ مــع الأنـيـنْ
حُــزْنــاً عــلَــى آلِ الــهـدى
واسْـترجِعِي في كُـلِّ حِينْ
عَـيـنِـيْ الـكَـرَى لا تَـقْـرَبِـي
والــقـلْـبَ وِدَّاً فَـاصْـحَـبِـيْ
يُــنـبِـيْـكِ مِــحْـنَـةَ زَيــنــبِ
مَـفْـجُـوعـةً مَـــرَّ الـسِّـنِـينْ
قــــدْ أَقـحَـمَـتها الـنَّـائِـباتْ
مُـنذُ الـصِّبَا فـي الـفَاجِعاتْ
والـهـجْـرُ بـــدءُ الـحـادِثاتْ
يُــرمَـى بـــهِ طــهَ الأمِـيـنْ
والــدَّهــرُ عــادَتُــهُ الـجَـفَـا
بِــأذى الـعـقيلةِ مــا اكـتَفى
فـأغـابَ عـنـها الـمـصْطَفى
غَــــدْراً بِــسُــمِّ الأقــربـيـنْ
حــتَّــى إذا أزِفَ الــصَّـبـاحْ
عَـزَفَ الأَسـى لَحنَ الجِراحْ
وعَـلَا مِـنَ الـعادي الـصِّياحِ
فــي بــابِ خَـيرِ الـمرسَلِينْ
قـــدْ هـالَـهـا شـــبُّ الــعِـدَا
فــي الـبـابِ نــاراً واغـتَدى
مُــتــوثِّــبــاً دارَ الــــهُــــدى
يــا جُــرأةَ الـطَّاغي الـلَّعِينْ
عَــصَــرَ الـبـتـوُلَ وأوجــعَـا
فـــأبَــادَ مِــنــهـا الأضــلُـعَـا
وعــلـى الـبَـسـيطَةِ أودَعَــا
مُــتــرفِّـسَـاً ذاكَ الــجـنِـيـنْ
مــا إنْ قـضَـتْ أمُّ الـحَسَنْ
سَـــارتْ لـهـا جَــمُّ الـمِـحَنْ
صـامـتْ وأفـطَـرَها الـزَّمـنْ
فــي طَـبْـرِ مَـولَى الـمتَّقينْ
لــلـهِ مِـــنْ خَــطْـبٍ جَــرَى
أَدْهَــى الـعَـقيلةَ مُــذْ سَـرَى
عَــنــهــا عَـــلِـــيٌّ مُــبْــكِــرَا
مِــنْ قـبـلِ عِـيدِ الـصَّائمينْ
مـــا جــفَّ فَـيـضُ الأدْمُــعِ
حــتَّـى الــزكَّـيُّ لــهـا نُـعـيْ
أَســـفِــي لــهــا وتــوَجُّـعِـي
ونـواظِـري الـصَّبُّ الـمعِينْ
وأشــدُّ مــا يُـدمِـي الـفُـؤادْ
مـا قـدْ دَهَى السَّبعَ الشِّدادْ
حيثُ الحسينُ على الوِهَادْ
جَــسَـدٌ بِـــلا هَــامٍ طَـعِـينْ
يــا عَـيـنُ فِـيـضِي مِــنْ دمِ
لِـكـفِـيلِ زيـنـبَ واسْـجُـمِيْ
كَـــفَّـــاهُ عـــنـــدَ الــعَـلـقَـمِ
والــرأسُ مُـنـفَطِرُ الـجـبِينْ
والــنَّـارُ فـــي ذاكَ الـخِـبـاءْ
دَهَـــتِ الـيـتَامى والـنِّـساءْ
مَــنْ ذا يـجُـيبُ لـها الـنِّداءْ
والـسِّـبطُ مَـحـزوزُ الـوتِـينْ
حـتَّـى غــدَتْ رَهْــنَ الـسِّبا
يـحـدُو بـهـا حــادِي الـظُّـبَا
تـبْـكِـيْ فـتُـسْـعِفُها الــرُّبَـى
شَـجْـوَاً ويـنتَحِبُ الـضَّعِينْ
ويَـــزيــدُ عـــــادَ مُـــؤَهِّــلا
بـالـركْبِ فــي شـتـمٍ قِـلَـى
وَفَــــمَ الـحُـسَـيـنِ مُــفَـلِّـلا
فـــي عَــيـنِ ربِّ الـعَـالمِينْ
آهٍ لــزيــنَـبَ مُــــذْ غَــفَــتْ
كَــمَــدَاً رُقــيَّــةُ واعــتَـنَـت
رأسَ الـحُسَينِ وما صَحَتْ
لــلــهِ مِــــنْ ذاك الـحـنـيـنْ
والــصُّــبـحُ لــمَّــا أوْمَــضَــا
ســــارتْ بـــآلِ الـمـرتَـضَى
نـحـوَ الـمـدِينةِ قــد مَـضَى
لـهـفي لـهُـمْ مِــنْ سـائِـرينْ
صَــكَّ الـمـسَامِعَ مِـنْ بَـعيدْ
بِـشْـرُ بُــنَ حَـذلَـمَ بـالنَّشِيدْ
يـنـعَى بـهِ الـسِّبطَ الـشَّهيدْ
فَـهَـمَتْ عُـيـونِ الـسَّامِعِينْ
يـا بِـشْرُ ويْـحَكَ مَـا الـخَبرْ
أُحُـسَـينُ عــادَ مِــنَ الـسَّفَرْ
قَـلـبـي عـلـيـهِ قَــدِ انـفَـطَرْ
باللهِ أخْــبِــرنِـي الــيَـقِـيـنْ
يـــا أمُّ أعْـظَـمَـكِ الــثَّـوابْ
بـبـنـيكِ ديَّـــانُ الـحِـسَـابْ
والـفَـضْلُ أيـتَـمَهُ الـمُـصابْ
لا مِــــنْ يَــسَــارٍ أو يَـمِـيـنْ
فَــرَنــتْ لِــزيـنـبَ تَـسْـجُـمُ
دَمـــعــاً عــلــيـهِ وتَــلــطـمُ
نَــظَـرتْ فــمَـا أَنْـبَـى الـفَـمُ
عــنْ زيـنـبٍ فـي الـنَّائِحِينْ
وقَــفَــتْ ذَهُــــولاً تَــرقُــبُ
فَـــأتــتْ إلــيْــهـا تَــنْــحَـبُ
يــــا أمُّ هَــــا أنــــا زيــنـبُ
أُمَّــــــاهُ يــــــا أُمَّ الــبـنـيـنْ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat