الخشية من تكرار أخطاء أسئلة العام الماضي تقلق طلبة السادس الإعدادي
ابو محمد حسين
ابو محمد حسين
انهاء هذه المرحلة والتخلص من الكتب الدراسية الخاصة بالسادس العلمي.
زيد علي يقول ن اسئلة العام الماضي احبطت معنوياتي كثيرا فانا طالب لا اقول عن نفسي متميزا ولكني كنت احصل على درجات لاتقل عن 85 بالمئة خلال سنوات دراستي ولم استلم اي شهادة رسوب سوى العام الماضي .
واضاف "كنت مواظبا على الدراسة منذ انهيت الامتحانات النهائية للخامس الاعدادي ودرست على ايدي اساتذه اكفاء، بالاضافة الى امتلاكي الرغبة في الحصول على معدل يؤهلني لدخول كلية الهندسة فكان هذا هاجسي الدائم الذي دفعني لمواصلة الدراسة على مدى اكثر من 10 ساعات يوميا تتخللها ساعات للاستراحة او النوم".
وتابع علي"واجهتني مشكلة حالي حال اغلب الطلاب ان الاسئلة في العام الماضي كانت غير واضحة وتحتوي على اخطاء، فضلا عن الاطالة في فروع الاسئلة مقارنة بالوقت المحدد للاجابة، فكانت الاغلبية من الطلبة على علم مقدما بأن المعدلات النهائية لن ترضي الطموح والتأهل لدخول الكليات المرموقة".
وقال "حتى الان اتحسس طعم المرارة لضياع عام دراسي كامل وجهود بذلتها لاسعاد نفسي وعائلتي التي تأملت بي خيرا في تحقيق طموحهم بمعدل يكون جديرا بما وفروه لي من وقت واموال اقتطعوها من قوتهم اليومي لدفعها للدروس الخصوصية التي تلقيتها ".
واعرب علي عن امنيته قائلا : "أتمنى انا وزملائي ان تكون اسئلة العام الحالي مناسبة وواضحة بحيث نتمكن من الاجابة عنها والحصول على معدلات ترضي طموحاتنا، وان يراعي واضعو الاسئلة النهائية جميع الظروف التي تحيط بنا".
اجراء الامتحانات في المدارس
وكيل وزارة التر بية للشؤون الفنية الدكتور عدنان ابراهيم النجار يقول ان الوزارة انهت استعداداتها لاجراء الامتحانات النهايئة للصفوف المنتهية.
وزاد ان امتحانات العام الحالي ستجرى بالنسبة للذكور حالهم حال الاناث من الصف السادس الاعدادي في المدارس لتلافي حالات الارباك التي تنتاب الطلبة جراء امتحاناتهم في الجامعات وصعوبة الوصول اليها، لافتا الى ان الاجراء اتخذ في السنوات الماضية لتوفر الجانبين الامني والخدماتي في تلك الجامعات.
وبين ان الحاجة انتفت لاجرائها في الجامعات، لاسيما ان هذا الموضوع يسبب ارباكاً لوزارتي التعليم العالي والتربية على حد سواء ،ومن ناحية وقت الامتحانات فهي متزامنة للوزارتين مما يضطر احد الجانبين لتأجيل امتحانات طلبتها.
واكد ان الوزارة منحت فرصة الدخول للطلبة الراسبين بثلاث مواد دراسية الى الامتحان النهائي ،وتم تحديد الثاني من حزيران المقبل موعدا لاجراء امتحانات السادس الاعدادي ولغاية التاسع والعشرين منه، فيما ستجرى امتحانات الثالث المتوسط في الثالث من نفس الشهر، وستكون امتحانات السادس الابتدائي في العشرين من أيار المقبل.
عطلة ضمن الامتحانات
وكانت وزارة التربية قد وجهت كتابا لمديرياتها منعت فيه انقطاع طلبة السادس الاعدادي عن الدوام الرسمي في مدارسهم ولغاية العاشر من أيار المقبل لضمان استكمال المناهج الدراسية، وحتى ان تم اكمال المناهج قبل هذا الموعد فتتم مراجعة المواد التي يصعب فهمها عليهم.
واشار النجار الى ان الوزارة اعطت عطلة ضمنية للطلبة اثناء الامتحانات، ووضعت ثلاثة ايام على الاقل بين امتحان واخر،مؤكدا على منهجية الاسئلة النابعة من الكتاب المقرر ،الى جانب مراعاة جميع مستويات الطلبة العلمية.
واضاف " تم تحديد مانسبته 60 بالمئة من الاسئلة لتكون متوسطة او دون ذلك، بحيث نوفر فرصة النجاح للطلبة المطلعين على المواد الدراسية، في حين تم تخصيص 40 بالمئة من الاسئلة للطلبة من ذوي الاستعداد العالي والمهتمين بدراستهم ومستقبلهم"، مبينا ان "الوزارة تحرص على عدم وجود اخطاء ضمن الاسئلة الامتحانية خلال العام الحالي ".
من جانبه قال مدير عام دائرة التقويم والامتحانات شاكر نعمة عبد عون حاولنا خلال العام الحالي تجنب الاخطاء في الاسئلة الامتحانية، ولكن ان حصلت فيمكن تلافيها اذ يوجد في كل مديرية غرفة عمليات وبالاتصال بهم خلال مدة لاتتجاوز 15 دقيقة يتم تصحيح الخطأ في جميع المراكز الامتحانية، منوها بان الخطأ الذي لايمكن تصحيحه يحسب لصالح الطالب اثناء تصحيح الدفاتر الامتحانية.
عبد عون بين ان الوزارة تصرف سنويا الكثير من ميزانيتها لتوفير مستلزمات اجراء الامتحانات والمتمثلة بالماء البارد والتهوية وشراء المولدات، فضلا عن التنسيق مع الاجهزة الامنية في وزارتي الداخلية والدفاع لحماية المراكز الامتحانية.
"وقال تم التنسيق مع الجهات الامنية في بعض المحافظات التي تعاني من مشاكل داخلية لتوفير حماية لكل مركز بشكل خاص لوجود تحديات جمة تصعب على وزارة التربية السيطرة عليها بمفردها".
عبد عون اشار الى ان جميع الاستعدادات مهيأة من دفاتر امتحانية واسئلة ومراكز تصحيح وتوفير سبل الراحة للمصححين من تهوية وماء بارد واضاءة،مبينا ان جميع مديريات التربية تحوي مركزاً لتصحيح الدفاتر الامتحانية الخاصة بطلبة السادس الابتدائي، ويوجد مركزان بجانبي الكرخ والرصافة لتصحيح الدفاتر الامتحانية للصف الثالث المتوسط، ومركز واحد في بغداد لكل طلبة العراق باستثناء اقليم كردستان لتصحيح الدفاتر الامتحانية للسادس الاعدادي.
شروط اختيار المصححين
ويعزو اغلب اولياء امور طلبة السادس الاعدادي الذين رسبوا في مادة اللغة الانكليزية في الدور الثاني الى عدم كفاءة المصححين الذين اوكلت لهم مهمة تصحيح دفاتر الامتحانات ،وسرت اشاعات بوجود عمليات فساد في ادارة عملية التصحيح وان المصححين لا علاقة لهم بالتربية،واشاعات اخرى اتهمت المراكز الامتحانية بالسماح للطلبة بالغش !! .
عبد عون نفى ذلك واكد على ان المصحح يجب ان تتوفر فيه شروط اهمها ان يكون مدرسا للمادة وحاصلاً على نسب نجاح جيدة فيها وان تشهد ادارة المدرسة له بالنزاهة والامانة والكفاءة ولم يحصل على أي عقوبة ،مشيرا الى ان العام الحالي سيشهد اجراءات احترازية جديدة ذات تقنية حديثة واخرى تربوية من شأنها تقليل حالات الغش في القاعات الامتحانية او الحد منها نهائيا.
تلافي اخطاء الاسئلة
ويشير التربوي السابق امين قاسم الموسوي الى ان العام الماضي شهد تعثرا في وضع الاسئلة اثار الطلبة ما دعا الوزارة الى اعطاء فرصة للطلبة الناجحين والراسبين لاعادة الامتحان في الدور الثاني اعترافا منها في وجود عثرات كان يجب الا تكون.
وقال "من المفترض عند وضع الاسئلة ان تراعى الفروق الفردية بين الطلبة، فالموهوبون هم شريحة قليلة جدا فلا بد ان تحوي الاسئلة على فرع يناسب مستوى الموهبة عند الطالب ثم تتدرج الى المستويات الاخرى من ممتاز الى جيد جدا وجيد ثم متوسط.وكذلك لابد ان يراعى وقت الامتحان المحدد للاجابة على الاسئلة، مع ضرورة ان تكون الاسئلة منهجية وهذا لايمنع من وضع بعض الاسئلة او الفروع الاستنتاجية المعتمدة على المنهج".
ولفت الموسوي النظر الى ضرورة ان تكون الاسئلة واضحة الصياغة لتلافي عدم فهم السؤال من قبل الطالب، وان يكون توزيع الدرجة توزيعا يجعل تقديرها من قبل المدققين يسيرا وملائما لمقدار الصواب والخطأ، فضلا على التأكيد بأن تكون الدرجة موزعة بشكل يناسب كل موضوع في المنهج.
فروقات فردية
وتعتزم وزارة التربية على اجراء الامتحانات النهائية لطلبة السادس الاعدادي في مدارسها وانجاحها بمساعدة اولياء امور الطلبة .
وقال مدير عام تربية الكرخ الثانية عادل عدنان حسن : ان وزارة التربية لديها باع طويل في اجراء الامتحانات في المدارس وقادرة على انجاح هذه المهمة يدعمنا السيد وزير التربية الدكتور محمد تميم".
ونوه بان " ان الامتحانات التي كانت تجرى في الجامعات تشرف عليها وزارة التربية بالكامل والجامعات توفر المكان فقط".
وكشف ان اولياء امور الطلبة عازمون على مساعدة المديريات العامة للتربية في انجاح الامتحانات في المدارس".
وعن اسئلة الامتحانات النهائية اوضح حسن " انها يجب ان تكون موضوعية ومن الكتاب المدرس المقرر وتراعي الفروق الفردية بين الطلبة في جميع البلاد "، مؤكدا ان الوزارة ملتزمة بهذا الجانب بحيث توزع بنسب عادلة على جميع المستويات الدراسية".
وعد اختلاف اراء الطلبة بشأن الاسئلة امراً طبيعيا يرجع الى مستوياتهم العلمية والذهنية .
واضاف "كل طالب يعبر عن رأيه الشخصي وعموما فان الوزارة دائما تراعي ان تكون الاسئلة عادلة ومن المنهج المقرر وموضوعية ومنطقية وتجعل مستوى الطالب العراقي من المستويات الجيدة في العالم".
اعتماد الحلول النموذجية
تقول مديرة ثانوية المنهل للبنات مائدة مجيد: ان اسئلة الامتحان للعام الماضي جاءت مفاجئة وليست بمستوى الطالب والمدرس.
واضافت ان الطلبة مازالوا يعيشون في احلام المساعدات التي كانت تمنحها الوزارة خلال الاعوام السابقة المتمثلة بأضافة درجات واعتبار العام الدراسي سنة عدم رسوب وامتحان دور ثالث غيرها.
وبينت ان من بين الايعازات التي تقدمها الوزارة والتي توهم فيها الطلبة بالمساعدة كالدخول الشامل للطلبة جعلت منهم يستخفون بالامتحانات الوزارية ويعدوها سنة اعتيادية رغم انها تمثل مصيرهم ومستقبلهم، مشيرةً الى ان اسئلة العام الماضي جاءت صدمة بالنسبة لهم ولعوائلهم.
واوضحت ان التدريس في المدارس جيد جدا لكفاءة المدرسات ولم نكن نتوقع الدرجات النهائية التي حصلت عليها طالباتنا ففيها فرق بين ماكان يحصلن عليه في المدرسة وماحصلن عليه في الامتحان الوزاري وبنسب مرتفعة.
ونبهت الى ان مشكلة الدروس الخصوصية تعاني منها اغلب المدارس وتتلخص باجبار اولياء الامور اولادهم الطلاب على المشاركة في الدروس الخصوصية التي تجعل من الطالب يستخف بالمادة التي يقدمها المدرس فيحدث ارباك له ولزملائه ، متمنية ان تكون اسئلة العام الحالي بمستوى الطلبة.
من جانبه يؤكد مدرس مادة الفيزياء في اعدادية الفراهيدي "استقلال مد الله "،ان اسئلة العام الماضي في مادة الفيزياء كانت منهجية وخالية من الاخطاء ،لافتا الى ان هناك خللا في تصحيح الدفاتر الامتحانية ،وان اغلب المصححين ليست لديهم الخبرة في تدريس المادة .
واوضح ان مستوى المصححين يجعلهم يعتمدون على الحلول النموذجية فقط وعلى اساسها يضع درجة صفر للطالب الذي استخدم طريقة اخرى في حل السؤال ،مطالبا ادارة التصحيح ان تعتمد على مدرسين كفوءين لديهم خبرة في تدريس المادة.
ويرجع مد الله تدني نسب النجاح خلال العام الماضي ،الى قرارات وزارة التربية في شمول الراسبين بثلاث مواد في السعي السنوي بالدخول في الامتحانات الوزارية اضافة الى السماح للطلاب الذين باشروا الدوام في مدارسهم قبل تاريخ 12-29 في الصف السادس بتأدية امتحانات نصف السنة والفصل الثاني واستخراج درجات معدلات السعي السنوي بقسمة درجات نصف السنة والفصل الثاني على 2 بدلا من 3 ،ما يسمح بمشاركة طلاب غير مستعدين في الامتحانات الوزارية وبذلك تنخفض نسب النجاح.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat