تحذير من التسمم في البصرة بسبب ارتفاع الملوحة في شط العرب
حذرت «مفوضية حقوق الإنسان» في العراق، الأحد، من كارثة تسمم في البصرة.
وقال عضو المفوضية، فاضل الغراوي، في بيان صحافي: «نحذر من ارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب في محافظة البصرة بشكل خطير مما ينذر بكارثة بيئية وصحية وانسانية تلحق بسكان المحافظة».
وأضاف أن «امتداد اللسان الملحي إلى قضاء أبي الخصيب وقلة ضخ المياه العذبة ينذر بكارثة تسمم كبيرة جدا».
وحمل عضو المفوضية، وزارة الموارد المائية ومديرية ماء محافظة البصرة «المسؤولية الكاملة لعدم زيادة الاطلاقات المائية لغاية هذه اللحظة (وقت إعداد التقرير) وعدم ضخ المياه العذبة الى قضاء شط العرب وربطه بقضاء ابو الخصيب، مما سيؤدي إلى كارثة صحية وبيئية تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان».
كما، كشف النائب عن البصرة خلف عبد الصمد عن أن المدينة مقبلة على كارثة بيئية وصحية وخسائر اقتصادية، بسبب اللسان الملحي.
ودعا في بيان صحافي رئيس الوزراء ووزير الموارد المائية إلى «إنقاذ أهل البصرة من الارتفاع المتسارع في نسب الملوحة في المياه، قبل أن يؤدي ذلك إلى كارثة بيئية وصحية وخسائر اقتصادية ».
وأضاف أن «كمية المياه التي ينبغي أن تصل البصرة هي 120 مترا مكعبا في الثانية، ونطالب الحكومة بعدم منح البصرة إلا هذا المقدار من المياه لتجنب وقوع الكارثة البيئية».
وطالب الحكومة المحلية في البصرة أيضاً بـ«اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة في حال لم تتحرك الحكومة لمعالجة مشكلة ملوحة المياه».
وأشار إلى أن «في حال لم تستجب الحكومة للبصرة بالسرعة الممكنة سنضطر لاستجواب وزير الموارد المائية، وسنستخدم كل الوسائل القانونية التي كفلها الدستور على مختلف الاصعدة معتمدين على عزيمة البصريين في انتزاع حقوقهم».
في الأثناء، طالبت لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، الحكومة والجهات المعنية بخطوات سريعة لانعاش الأهوار قبل تلوثها وجفافها.
وقال رئيس اللجنة سلام الشمري، في بيان صحافي، أمس، إن «موسم المياه والزراعة الحالي والمستقبلي ينذر بالأسوأ نتيجة النقص الحاد في حصة العراق من المياه التي ادت جفاف مناطق كاملة وزحف التصحر عليها وعلى غيرها».
وأضاف أن «دولتي منبع النهرين والروافد تركيا وإيران لا تزالان على موقفهما من عدم الالتزام الواضح بحصص العراق التي تحتاج إلى موقف حكومي واضح للتعامل مع هذا الملف الذي بات أزمة مستعصية دون حلول منذ سنوات عديدة».
وطالب الشمري، إيران «بشكل خاص» بـ«إعادة مسار الأنهر الداخلة إلى العراق (الكارون والكرخة وغيرها) من أجل إعادة الروافد إلى وضعها الطبيعي وإلى التوقف عن ضخ الملوثات إلى الأهوار وشط العرب التي تنذر بخطر حقيقي من ملئهما بالسموم عبر المياه الملوثة».
يأتي ذلك، في وقتٍ قالت الحكومة المحلية في البصرة، إن رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزير الموارد مهدي رشيد يتابعان بشكل مباشر مشكلة ملوحة المياه وانخفاض مناسيب شط العرب، مشيرة إلى مساع لرفع الإطلاقات المائية الواردة من ناظم قلعة صالح في ميسان إلى أكثر من 125 متر مكعب بالثانية، بعد أن وصلت إلى 95، نافية وجود صمت حكومي تجاه الأمر، وداعية الى عدم الحديث بما يسهم في «بث الرعب في قلوب المواطنين».
وذكر المحافظ أسعد العيداني في تصريح لموقع «المربد» البصري، إنه يشرف «بشكل ميداني على كوادر ماء البصرة من أن ربط الغطاسات في مشروع ماء شط العرب المركزي مع القناة المائية من أجل تحسين إطلاقات المياه» مستدركاً أن «وضع مياه شط العرب بات مكشوفاً بسبب انقطاع واردات نهر الكارون الايراني بنسبة صفر في المائة، لكن هناك مساع لرفع نسبة مياه الشط من واردات ناظم قلعة صالح والتي وصلت (أول أمس) الى 95 متراً مكعباً بالثانية، وسط متابعة مباشرة لملف المياه من قبل وزير الموارد المائية المتواجد في سوريا، وكذلك متابعة هاتفية من قبل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي ولمرتين متتاليتين معه».
وزاد أن، «ممكن معالجة الأمر بعد تشغيل مضختين من مشروع ماء البصرة الكبير في قضاء الهارثة سيما وإنه نسبة الملوحة الـ TDS هناك وصلت إلى 1380» نافيا «ما يتم تداوله بشأن الصمت الحكومي تجاه الاوضاع في البصرة نتيجة الانشغال بالدعاية الانتخابية، ويجري معالجة المشاكل بالمحافظة، ومنها إيصال 40 حوضية (تنكر) للماء الحلو إلى منطقة الجزر الأربع، وكذلك تواصل العمل في مشروع محيلة لتشغيله في غضون 15 الى 30 يوماً ليغطي حاجة اهالي قضاء ابو الخصيب، وبالإمكان ايضا تكرار تجربة قضاء شط العرب في استخدام غطاسات لربط المشروع على القناة الاروائية» مبينا أن «القناة ذاتها زودت بمضخات مترية من سد حمرين والحبانية ومناطق اخرى بالعراق بهدف زيادة طاقة ضخ القناة».
ونوّه أنه، بصدد رفع الإطلاقات الواردة من خلف قلعة صالح باتجاه البصرة إلى أكثر من 125 مترا مكعبا في الثانية، وهذا الأمر يتم متابعته من قبل مدير موارد البصرة المتواجد حالياً في ميسان، لمراقبة ارتفاع نسب الإطلاقات.
وكانت وزارة الموارد المائية، قد اعتبرت، ضخ المياه، من شط العرب بشكل مباشر «خطأ فادحا» بسبب وجود تلوث فيه من مياه الصرف الصحي، إضافة إلى المياه المالحة والتي تخلق نوعا من أنواع البيئة السامة والطحالب السامة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat