حليب السباع في كتابات الزاملي
علي حسين النجفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين النجفي

عندما يصبح المنكر معروفا والمعروف منكرا وعندما يجد السفهاء والحمقى من يفسح لهم المجال ويهيء لهم منبرا يطلقون منه مايشاؤون من رديء القول وسيء الراي معبرين عن عدائهم لكل فضيلة وانحيازهم لكل رذيلة,فلن يكون مفاجئا او مستغربا ان ينشر الزاملي في موقعه مقالات تعتبر محلات الخمور والرذيلة مظهرا من مظاهر الثقافة وان العهر والفجور من لوازم الحضارة والمدنية ,فبعد مقال المدعو هادي المهدي المنشور في موقع الزاملي بتاريخ 30\\11\\2010 تعليقا على قرار مجلس محافظة بغداد بغلق محلات الخمور والرذيلة طلع علينا الموقع في اليوم التالي بمقال اخر للمدعو طلال معروف نجم تحت عنوان(\"حليب السباع\" رديف العراقي في ليالي الخير والضنك )
وقد قدم الكاتب لمقاله بالقول : (العراقيون هم وحدهم من يسمي مشروبهم الوطني بـ \"حليب السباع\" , مرد ذلك انه مشروب الرجال الرجال)..!!وفي قوله هذا بعد عن الحقيقة فليس كل العراقيين يعتبرون هذا السم المقيت (مشروبهم الوطني) وليس شاربوه من (الرجال الرجال)كما يدعي الكاتب,اما الحقيقة فانه مشروب السفهاء المتنكرين لنعمة العقل الذين يستصغرهم المجتمع وينظر اليهم باحتقار وازدراء ويجعل منهم موضعا للتهكم والسخرية وهم يفترشون زوايا الشوارع والساحات العامة ومظهرهم يثير الاشمئزاز وينفر منهم الصديق والقريب ,فاي رجال هم واي قدر من الرجولة يمتلكون وقد ادمنوا التخلي عن عقولهم؟! وهل حقا ان (حليب السباع يوقظ لدى شاربه أعراف النخوة والمرجلة)كما يقول الكاتب؟!..
وبعد مقدمته يطلق الكاتب (تحت تاثير حليب السباع) العنان لقلمه على عادة امثاله من الطائفيين والقوميين في ترويج بضاعتهم الكاسدة بالاساءة الى العقائد والاديان والمذاهب والسخرية والاستخفاف بالشرائع السماوية دون ان يخفي نزعاته الطائفية والعنصرية حيث انه لم يترك الفرصة تمر من دون ان يضمن مقاله عبارات مسيئة وصفات مزعومة يحاول من ورائها التنفيس عن احقاده وعقده التي غلبت على عقله وافقدته الاتزان مثلما يفعل (حليب السباع) فعله بشاربيه ولاشك ان الكاتب واحد منهم وهو لايرى في هذا (الحليب) عارا عليه او سبة بل مما يستحق الافتخار به وتاكيدا لهذا انقل من مقاله قوله : (. فحليب السباع ابدا رديف العراقي , في أحلك الظروف التي مرت به. كما انه تربه أيام الفرح والسعادة)!!
وفي مغالطة فاشلة يحاول الكاتب امرارها على انها من (منافع وحسنات حليب السباع) يقول :( فالميخانة مكان الوحدة الوطنية . فالنادل مسيحي . والندامى بين شيعي وسنى وصابئي وكردي .) متغافلا عن حقيقة ان الشيعي الملتزم بدينه والسني الملتزم بدينه لايكونان من الندماء المعنيين بقوله وان هذه الوحدة الوطنية التي مكانها (الميخانة) لاتجمع الا السفهاء المجتمعين على تعطيل عقولهم العاجزة عن مواجهة الواقع فيتخذون من (حليب السباع) مطية للهروب من امراضهم وعقدهم النفسية وفشلهم في مسيرة حياتهم ,فهل هم رجال رجال حقا ؟؟!
ان في نشر مقال هذا الكاتب ومن قبله مقال هادي المهدي الى جانب مقالات (حبيب العربنجي) ما يؤكد القول بان كتابات الزاملي (طولة للبهائم تسرح فيها وتنشر قذاراتها) ولايليق بالكتاب الشرفاء ان يتخذوا من هذا الموقع مكانا لنشر نتاجاتهم ..
علي حسين النجفي
النجف الاشرف ..في 1\\12\\2010
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat