الاصطفاء الإلهي للرسل والاولياء شأن من شؤونه « الله أعلم حيث يجعل رسالته » .
اصطفى الله تعالى ثلاثة أنبياء وهم أطفال ، وهم سليمان ( عليه السلام ) وكان عمره عشر سنين ، وعيسى ( عليه السلام ) اصطفاه الله وهو في المهد ، ويحيى ( عليه السلام ) وهو صبي !
احتج الله في الإمامة بمثل ما احتج به في النبوة ، قال تعالى: «وآتيناه الحكم صبياً » يجوز أن يؤتى الامام الحكمة وهو صبي لان الامامه امتداد للنبوه.
اقتضت مشيئة الله ان يكون الإمام الجواد (عليه السلام) خليفة الله تعالى على خلقه وإماماً لهم وهو لم يزل في التاسعة من سني عمره لم يبلغ الحلم ، وقد أوجدت هذه الظاهرة حالة من الاستغراب والتساؤل والتشكيك لدى البعض حتى الموالين لأهل البيت(عليهم السلام) والمعتقدين بإمامتهم بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، لكن الإمام(عليه السلام) استطاع أن يدحض هذه التشكيكات ويجيب على التساؤلات المعلنة والخفية بما اوتي من فضل وعلم وحكمة وحنكة .
قال علي بن حسان لأبي جعفر عليه السلام:
يا سيدي! إن الناس ينكرون عليك حداثة سنك!
فقال: وما ينكرون من ذلك قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني» (يوسف ايه 108)
فوالله! ما تبعه إلا علي بن ابي طالب(عليه السلام) وله تسع سنين، وأنا ابن تسع سنين
عن علي بن سيف عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: قلت له: إنهم يقولون في حداثة سنك!
فقال عليه السلام: إن الله تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان، وهو صبي.
إن تصدي الإمام الجواد (عليه السلام) لإمامة المسلمين وهو صبي كان معجزة بذاته فكان اعجوبة اهل البيت واسع العلم والمعرفة ، فهو أعلم أهل زمانه ، وأدراهم بشؤون الشريعة وأحكام الدين مع الإحاطة بالنواحي السياسية والادارية وغير ذلك مما يحتاج اليه الناس . وقد دلّ الإمام الجواد (عليه السلام) بنفسه على ذلك إذ خاض وهو في سنه المبكر في مختلف العلوم ، وسأله العلماء والفقهاء عن أعقد المسائل الشرعية والعلمية فأجاب عنها بكل احاطة ودقة وكان هذا تحدّياً عملياً للخلفاء وعلمائهم .
كان وجود الإمام الجواد (عليه السلام) يمثل خطراً على النظام الحاكم لما كان يملكه من دور فاعل وقيادي للاُمة ، لذلك قررت السلطة أن تتخلّص منه.
وتم لهم ذلك عن طريق اُم الفضل بنت المأمون زوجة الامام الجواد .
ويدل استشهاده "ع" وهو في الخامسة والعشرين من عمره على مدى نجاحه في حركته وتخطيطه حيث أربك حضوره في الساحة الاجتماعية الإسلامية الحكام الطغاة واضطرهم لاغتياله وهو في ريعان شبابه ،انطفأ نورا من أنوار النبوه ليشرق نور نجم اخر ابنه الإمام الهادي ( عليه السلام ) نصب امام و عمره نحو سبع سنوات
▪️عظــم الله لـكــم الأجــر بإستشهـاد وارث الائمـة وهـادي الامـة أبو جعفر الثاني (عليه السلام)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat