الإنسان ومبادئ الإسلام
بشرى مهدي بديره
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بشرى مهدي بديره

إن الإنسان كما هو معروف من الأنس أي كل إنسان يأنس بالآخرين وان اختلفوا في ألوان البشرة وتباينوا في الأفكار والعقائد الدينية التي ينتمون لها؛ فالإنسان يتعايش مع أخيه الإنسان في أي موطن في الكرة الأرضية، لكن هناك تمايز في المعاملات الاجتماعية والطبقية وحتى في الزواج، وذلك الاختلاف هو إما في لون البشرة أو الحالة المادية للإنسان أو في حالة مرضه، لكن في الدين الإسلامي الحنيف وهو الدين السمح هو الذي لا يفرق بين الأسود والأبيض والفقير والغني والمعوق والسليم والرجل والمرأة؛ لأن الدين الإسلامي شعاره المساواة في الحقوق والواجبات، وهي من الأمور التي تهدي إلى التقوى والعمل الصالح، وتساعد على جمع القلوب حسن الخلق في الإسلام.
وقد كان الرسول الأكرم (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) المثل الأعلى في حسن المعاملة مع الناس من أي طبقة وأي لون، وكانوا يعلمون الناس الأخلاق الحسنة والتحلي بآداب الإسلام الحميدة التي ندب إليها القرآن الكريم الذي له التأثير الخاص في تغيير النفوس.. وفي الماضي أسلم قادة وأقوام كانوا حاقدين على الدين الإسلامي، لكن المعجزة الإلهية كتاب الله القرآن الكريم وأقوال الرسول (ص) وأفعاله، ودور الأئمة الأطهار (ع) في قيادة الأمة الإسلامية، هي التي جعلت هؤلاء يسلمون.
الإسلام لم يسمح لأحد أن يسخر من الآخر أو يهمزه أو يلمزه، حتى لا يسود النفاق والشقاق، ويكثر هدر الدم البريء والأموال والبلاد، والمسلم يجب أن يكون قدوة لنفسه ولغيره في أي بلد كان، وخاصة في البلدان الأوربية والأمريكية؛ لأن الدين الإسلامي خاتم الأديان السماوية وخير الأديان ونبينا خير نبي وسيد الأنبياء والمرسلين ودستورنا خير دستور ومجتمعنا الإسلامي خير مجتمع محاط بسور من الأخلاق الحميدة والرفيعة حفاظا من الخوارج والمفسدين والحاقدين على الأمة الإسلامية وتماسكها، وليبقى للأمة قالبها ووحدتها وألفتها، فيتاح للإنسان اجتياز العقبات الصعبة، وبناء حضارة إنسانية شاملة، بمجتمع قوي متماسك يعيش في ظله هانئا كريما ومحترما..
لقد جعل الإسلام التقوى فاصلاً في المفاضلة والتكريم بين الناس وسلوك طريق النجاة والوصول إليه، فمن أخذ منهجه وسار به فاز وسعد في الحياة الدنيا، ورضي الله سبحانه عنه ورسوله والمؤمنون؛ ومنها حسن الخلق والزهد والجود وبر الوالدين وكف الأذى عن الأقرباء والجار والصديق وأداء الأمانة وصدق الحديث مع الناس وحسن الصحابة لمن صحبت ومساعدة الآخرين على قدر الإمكان في قضاء حوائجهم والتعاون معهم في السراء والضراء والتكاتف كما قال تعالى في كتابه العزيز: (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوانِ)؛ بهذا كله ينشأ الجيل على التقوى، وبناء المجتمع والمدينة والدولة يكون بالتكاتف والتمسك بأصول الإسلام وفروعه العظيمة ومبادئ الرسالة السماوية وأحاديث الرسول (ص) وسنته المباركة وسيرة الأئمة الأطهار عليهم السلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat