طرق الوقاية من الجريمة الجزء الأول
صلاح احمد حسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صلاح احمد حسن

إن الأساليب والوسائل التي تستهدف التوقي من السلوك الاجرامي ومخاطرة الجسيمة ينبغي أن ترتكز على أسس علمية وقابلة للتطبيق العملي في درء أخطار الجريمة ومحاولة وأدها، كما أن هذه الأسس لا يكتب لها النجاح ما لم يكن المعنيون والمختصون في هذا الجانب على دراية كافية وعلم تام بالظروف المفضية إلى الجريمة والأحوال المضطربة التي تنذر بوقوعها وتدق ناقوس الخطر في حدوثها، فمرحلة التنفيذ تسبقها دائما مرحلة تأهب واستعداد لا تخفى ملاحظتها على من يكون ملماً يعلم الإجرام وبخط السير في الطريق إلى الجريمة، ومتى اكتشفت الحالة الخطرة يمكن استخدام اللازم فورا لمنعها من الافضاء إلى الجريمة القائم خطرها.. لذا فان سياسة الوقاية من الإجرام سياسة واسعة النطاق تشمل جميع مناحي الحياة المختلفة ومسؤولية تنفيذها على أرض الواقع ليست مهمة جهة دون اخرى أو طرف دون اخر وانما يقع عاتق تطبيقها على كل المجتمع ممثلا بهيئاته الحكومية ومنظماته الجماهيرية والشعبية.. بيد أن تحقيق هذه المهمة الجسيمة لا يمكن أن تكون عملية سهلة ما لم يكن هناك تعاون وتنسيق على كافة الصُعد وعلى جميع المستويات بين هذه الأطراف من أجل تحقيق هذا الهدف السامي والغاية النبيلة، لذا فان صياغة أي برنامج ينبغي ان يكون في ضوء الامكانات المتاحة والمتوفرة بحيث يسهل عملية تنفيذه، وان أي تنظير بهذا الخصوص يقفز من فوق الواقع سيظل مجرد حبر على ورق، وستبوء جميع الجهود المبذولة في هذا الجانب ادراج الرياح.
وينطوي البرنامج المعد لهذا الغرض والذي يمكن أن يعول عليه على جملة من الخطوات والاجراءات الآتية وهي:
أولا. توفير الرعاية المتكاملة للأفراد:
يقصد بالرعاية المتكاملة هو ضمان تنشئة سليمة للأفراد وسلوكاً قويماً يحفظهم من الانحراف ويجنبهم مزالق الاجرام، ولهذه الرعاية خمسة مقومات أساسية هي على النحو الآتي:
أ. الرعاية المعاشية:
يمثل الغذاء والكساء من اهم الاحتياجات الضرورية لأي انسان ولا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، ويختلف مدى قدرة الافراد في توفير هذه الاحتياجات تبعا لتفاوت دخولهم، فالدخول المرتفعة توفر لأصحابها بكل يسر جميع هذه الاحتياجات بالحد الأعلى، وذوي الدخول المتوسطة يوفرون احتياجاتهم الأساسية على نحو مقبول، في حين يكافح ذوي الدخول المنخفضة لتوفير احتياجاتهم الضرورية بالحد الادنى، ويعجز منعدمو الدخل عن توفير تلك الاحتياجات اصلاً، وبالتالي يلجأون إلى الوسائل غير المشروعة لتأمين احتياجاتهم لادامة الحياة بارتكاب جرائم كالسرقة والاختلاس والرشوة..!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat