صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

كورونا تتطور ووعينا يتراجع !
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أتذكر مع ظهور أول إصابة في مدينتي، وما إن إنتشر الخبر حتى سارعت كوادر البلدية وأغلقت شارع المصابين بالتراب.. ومنعت الأجهزة الأمنية الدخول والخروج من الشارع، وهرعت حملات التطهير والتعفير الى المنطقة، وذهبت الكوادر الطبية الى بيوت المصابين، ودخل كل من لامسهم أو سلم عليهم في حالة من الرعب خوفا من الإصابة.

بعدها دخلت البلاد في إجراءات الحظر الذي تعددت أشكاله وأنواعه، فكان الحظر الكلي والحظر الجزئي وهناك الحظر الليلي والمناطقي، وأُغلقت المؤسسات الحكومية والمطاعم والمقاهي والمولات، إلا أن التأثير الأكبر أصاب التعليم.. فأغلقت المدارس والجامعات الى يومنا هذا، وما زالت العملية التعليمية تعاني فلا هي إستقرت على التعليم الألكتروني ولا تمسكت بالتعليم الحضوري، وأصبح الطلبة هم المحتكمون بها حسب أمزجتهم، وليس وزارة التربية أو التعليم العالي!.

مع ظهور أولى اللقاحات ضد هذا الوباء الذي شل الحياة في العالم، وأسقط دونالد ترامب رئيس أعظم دولة فيه، بسبب تعامل ادارته الفاشل مع الوباء، تصاعدت الأصوات المطالبة بإستيراد اللقاح، لاسيما بعد أن تأخرت وزارة الصحة في إستيراده، وكانت تعاني من أزمة حادة وفشل كبير في مؤسساتها الصحية لمواجهة وباء كورونا، فالمستشفيات كانت بائسة وغير قادرة على إستعاب المرضى، والعلاجات كانت شحيحة وغالية الثمن، والكوادر غير مدربة على مواجهة هكذا وباء، ولولا التكاتف الشعبي ودعم بعض المؤسسات غير الحكومية لكانت أرقام الأصابات والوفيات شيئ آخر، رغم أن البعض يطعن في عدم دقتها الى هذه اللحظة.

رافق ذلك، إستياء شعبي وتذمر كبيرا من إجراءات الحظر، وعدم قدرة الإجهزة الأمنية على فرضه، فأنفلت الوضع وعادت الحياة الى سابق عهدها، خاصة بعد وصول أولى وجبات اللقاح الى العراق، وحصول إطمئنان نفسي لدى الشارع، ورغبة الجهات الحكومية بعدم إثارة مشاكل تعكر صفو الأجواء الملتهبة، فما تريده أن تكون الأوضاع هادئة وإن كان خلاف الإجراءات الصحية.

الغريب أن العراقيين عند وصول وجبات اللقاح الى بعض البلدان قبل وصولها الى العراق، صاروا يسخرون من حكومتهم ويتندرون عليها، فكيف تصل تلك اللقاحات الى فلسطين وموزمبيق والسودان وكثير من الدول الفقيرة، ولا تصل الى العراق بلد النفط والخيرات!.

لكن ما إن وصل اللقاح حتى إمتنع الغالبية عن أخذه، بسبب الشائعات الكثيرة حول تسببه بالجلطات، أو أنه سيميت بعد سنتين او يصيب بأمراض أخرى، فيما إنقسم كثيرون حول نوعه فهذا يريد إستخدام اللقاح الصيني وذاك يريد إستخدام البريطاني، وآخر يصر على أخذ اللقاح الأمريكي كونه من درجة VIP لا تعطى إلا لكبار المسؤولين والأشخاص المهمين!

النتيجة أنه منذ أربعة أشهر من وصول وجبات اللقاح، لم يأخذه إلإ ما يزيد عن 900 ألف عراقي، في حين وصلت أعداد الملقحين في دول اخرى الى الملايين، نتجة غياب الوعي لدى المواطنين وتخوفهم منه، وعجز المؤسسة الصحية عن اقناعهم، وعدم إتخاذ إجراءات حكومية تحث المواطنين المواطنين بأخذ اللقاح، فيما تزال الإصابات والوفيات مستمرة.

وسط كل هذا فإن فايروس كورونا لم يقف عند ظهوره الأول، وأخذ يطور من نفسه بعد كل مدة، فبعد السلالة الصينية ظهرت السلالة الإنكليزية ثم السلالة الهندية، ثم أصبحنا نسمع عن المتحور " دلتا " وهو المصطلح العلمي الذي يطلق على فايروس كورونا الهندي، الذي بدأ بموجة ثالثة عالمية لإنتشار الفايروس، والكارثة الأكبر أن وزارة الصحة الهندية أعلنت الأسبوع الماضي عن ظهور متحور آخر يسمى " دلتا بلس " وهو أشد قوة وأكثر تأثيرا وإنتشارا.

فيما نحن ما زلنا ضحية لإشاعات وسائل التواصل الإجتماعي، وضعف في الإجراءات الصحية لمواجهة الفايروس، ونتخاصم بيننا حول نوعية اللقاح ولا نقوم بالتلقيح، وكأننا نشجع فريق ريال مدريد أو برشلونه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/02



كتابة تعليق لموضوع : كورونا تتطور ووعينا يتراجع !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net