أندلسيون يعثرون على الحقيقة الضائعة في الأرجنتين الجزء الثاني
د . نضير الخزرجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . نضير الخزرجي

من الملاحظ في حركة المهاجرين إلى الأرجنتين، أن هجرة العرب مسلمين ومسيحيين من بلاد الشام انقطعت بشكل عام، وفي المقابل كما يقول المؤلف: (تدفقت أعداد كبيرة من المسلمين الباكستانيين والبنغال والهنود إلى هذه البلاد فقلبت الموازين، فأصبحت نسبة المسلمين غير العرب بالنسبة إلى العرب 55%)، وكان للوجود الإسلامي الكبير دافعه في حمل السلطات الأرجنتينية المستندة في قواعد الحكم إلى الديانة الكاثوليكية، على إصدار قانون يتيح للمسلمين الحصول على عطل رسمية لعيدي الفطر والأضحى والسنة الهجرية، كما سمحت الحكومة بتقييد الأسماء الإسلامية للمواليد الجدد في سجلات الدوائر الرسمية، وهنا يصرح الداعية (محمد يوسف هاجر) رئيس المنظمة الإسلامية لأميركا اللاتينية والبحر الكاريبي التي تضم 33 دولة، انه تحمل المشاق كي يختار لوليده اسم (حسين)، وقد تمكن من ذلك بعد بذل الجهود المضنية. وقد سمحت السلطات ابتداء لخمسة عشر اسماً إسلامياً، ثم ارتفع العدد إلى ثلاثين إسماً.
ومن الواضح أن الرئيس الأرجنتيني الأسبق السوري الأصل، والمسلم الأصل، والكاثوليكي فيما بعد، الرئيس كارلوس منعم المولود عام 1930م ساهم في توطيد العلاقات الأرجنتينية والعربية، وفتح المجال أمام المهاجرين وبخاصة العرب، وفي عهده (1989- 1999م) تم وضع حجر الأساس لأكبر مسجد في العاصمة، وافتتح عام 1999م. ويُذكر أن الدستور الأرجنتيني نص عام 1853م على أن مرشح رئاسة الجمهورية ينبغي أن يكون مسيحياً من المذهب الكاثوليكي، ولكن الفقرة تم تعديلها عام 1994 وأُسقط شرط المذهبية.
تعد الأندلس بعد السقوط أبرز حالة شهدتها البشرية، تم فيها قسر الناس على تغيير دينهم تحت مطرقة محاكم التفتيش، ولو تركت الجيوش الأوروبية مسلمي الأندلس وشأنهم لاختلف الأمر كلياً؛ لأن الناس بشكل عام تقبّلت الإسلام طواعية، وبخاصة أنه جاء مكملاً للأديان السماوية، ولم يكن ملغياً لها أو معادياً، بل ترك أصحاب الأديان وشأنهم تحت قاعدة قرآنية مُحكَمة: (لا إكراه في الدين) سورة البقرة: 256.
من هنا فإن التعرف على الإسلام وقراءته من جديد يفتح الآفاق لدى الآخر تقبلاً أو إيماناً، وينقل الدكتور (الكرباسي) عن استبيان أعدته جامعة (جورج تاون) الأميركية عام 1998م لمجموعة شباب تتراوح أعمارهم بين سن 9 و20 سنة، خلصت فيه أن 8% من مواطني أميركا اللاتينية ومن ضمنها الأرجنتين، اعتنقوا دينا آخر غير دين عائلاتهم الأصلي، ومن ضمن المتحولين فيهم نسبة عالية اختاروا الإسلام.. ولكن لماذا نشهد التحول من المسيحية إلى الإسلام في القارتين الأميركيتين؟
يعزو الدكتور (الكرباسي) ذلك إلى أسباب عدة أهمها:
أولا: إن الإسلام لا يعترف بالفوارق العرقية.
ثانيا: إن الإسلام يؤمن بالأنبياء السابقين على الرسول (ص)، وبخاصة النبي موسى (ع)، والنبي عيسى (ع) ويحترمهم.
ثالثا: إن أصولهم إسلامية اعتنقوا الإسلام بملء إرادتهم، وتخلى الأحفادُ عن الإسلام بالإكراه والعنف.
رابعاً: إن الإسلام يربط الإنسان بخالقه مباشرة دون الحاجة إلى اللجوء إلى وساطة الكنيسة.
خامساً: إن المسيحية ترى بأن المسيح إله، وهذا أمر يعتبرونه غير معقول.
سادساً: إن المسيحية تقول بالتثليث وهو أمر لا يصدق.
سابعاً: إن القوانين الإسلامية أقرب إلى الفطرة والعقل.
ثامناً: إن الإسلامَ يرفض فرض العقيدة على الإنسان.
تاسعاً: إن الإسلامَ سنَّ قانون المساواة ورفض كل الفوارق الإجتماعية.
عاشراً: إن الإسلام يفتح باب الحوار والمناقشة دون حدود.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat