سبل تطوير الثقافة العربية
محمد الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد الموسوي

يعيش المواطن العربي اليوم في ظل فيض جارف من المعلومات العلمية المتطورة مع الزمن، وهز ما يسمى بعصر المعلومات، لكن ثمة رياح عاتية تريد إقتلاع خصوصية الثقافة العربية بذريعة العولمة، وبالتالي إلقاء الهوية العربية، أو مسخها لمصلحة هوية عالمية أي الثقافة الغربية.. صحيح أن البشرية ظلت آلاف السنين تقبع تحت سقف معين لا تتجاوزه أبداً، فما أن تشرع أي حضارة في الظهور، وتبدأ الرقي في سلم الحضارة الإنسانية، حتى تصطدم بهذا السقف الذي نسميه في التاريخ (قمة المجد الحضاري)، ومن ثم تبدأ بالنزول والهبوط ثانية، كموجة تصحيحية للصعود السابق، وهكذا.. إلا إن الحضارة الغربية الأخيرة كانت إستثنائية، فقد وعت إشكالية الثقافة وتجاوزتها، فتمكنت من إختراق هذا السقف، وسخرت كل قواها في صناعة الآليات التي تمكنها من الانفتاح على الثقافات الأخرى، بالتلاقح الفكري والترجمة، والإستفادة من الغير، وغير ذلك من نظم الانفتاح.. وصنعت آليات البرامج الديمقراطية التي تكبح الاستبداد السياسي، وتصد الاقصاء الفكري، وأوجدت النظم التي تستوعب الجميع، حتى غدت التعددية بجميع أشكالها سمة إيجابية لمصلحتها..
إن غياب تلك الأمور عن ثقافتنا العربية، ساهم في محاولات سلب الهوية العربية أو تغييرها على الأقل، مما حدا البعض منا على التمسك بالخصوصية، ولو كانت مفتقرة إلى التعقل العلمي والانفتاح على ثقافات العالم؛ ولعلنا نأخذ العبرة من تجربة دول شرق آسيا التي ابتدعت أنظمة تحديثية ناجحة من ثقافتها المحلية، دون أن تدير ظهرها لمتغيرات العالم من حولها، وهو ما ينبغي العمل عليه، ورفده في تعاملنا مع الثقافات الأخرى، مع بقاء هويتنا الإسلامية الأصيلة راسخة فكرياً وثقافياً وعلمياً...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat