كيف تكون إنسانًا فاشِلًا ؟!
زهراء مشتاق
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الفشل: هو أن يقف الإنسان في مرحلةٍ ما من حياته دون أن يَسعى لأن يُطوّر نفسه لينزاح عنها ويمضي قُدُمًا .
ويكون ذلك بقتل الإنسان أفكاره ومواهبه عن طريق: كثرة التّمحيص والتّدقيق، الإستماع الدّائم للشّكوك الدّاخلية ومخاوف الخسارة الغير المبرّرة، التّفكير بما يُفكّر به جميع النّاس، التّركيز الدّائم على المال والشّهرة وجعل النّجاح والتّميّز في نهاية قائمة الأهداف، الاستسلام للموروثات الخاطِئة، التّمسّك بأوّل فِكرةٍ وافتراض ورفض أي اضافات أخرى تأتي لاحقًا، عدم امتلاك الثّقة بالنّفس وأخيرًا الإهتمام بآراء الحاسِدين والحاقدين والنّقّاد الهادمين للإبداع .
اذا كنت تُريد أن تكون فاشِلًا، فاحرص على أن تمتلك الصّفات الّتي ذكرت آنفًا، أمّا إن كُنت تريد أن لا تكون فاشِلًا، فسيتوجّب عليكَ أن تحرص على امتلاك الصّفات التّالية:
- من الجميل أن تمتلك بعض الحكمة والتّروّي في اتّخاذ القرارات، لكنّ الاستمرار بالتّفكير بشكلٍ مُبالغ به ضارٌّ غير نافِع، فلا بأس بالمُخاطَرة أحيانًا .
- إنّ الخوف من الخسارة والانتقاد لا مبرّر له، فلذا، احرص على ان تتقبّل فكرة أنّ ما لا يرفعك عاليًا بالتّأكيد سيعلّمك درسًا يرفعك في المرّة القادِمة، وأنّ انتقاد النّاس موجودٌ في كُلّ الأحوال فلن يختلف الوضع ان كنت خاسرًا او ناجحًا .
- إنّ سرّ نجاح الإنسان هو ابهار النّاس بشيءٍ غير مألوف، فلذا، فكّر دومًا خارج الصّندوق .
- إنّ المال والشّهرة غير دائمين البتّة، فلذا اجعل هدفك النّجاح والتّميّز فالنّاجح المتميّز يمتلك كلّ شيء .
- إنّ المجتمعات في تطوّرٍ دائِم، والاستسلام للموروثات الخاطِئة يؤخّر تطوّرها ويُساهم بتفاقم الفشل، فلذا، انتَ بحاجةٍ لأن تُحارب كلّ موروثٍ خاطِئٍ فتصنع وعيًا دون ان تهتمّ لآراء الحاسدين والنّاقدين الهادمين للإبداع والتّطوّر .
- احرص على أن تتقبّل اختلاف الفكرة والاضافات الّتي تأتي عليها لاحقًا ولا تتعصّب لأوّل فكرةٍ تأتيك او تتخوّف من تعديلها .
والآن قد يسأل السّائل: كيف يمكننا أن نغيّر تقاليد المجتمع المغلوطة الّتي تحدّ من الإبداع والتّطوّر ؟!
والجواب يكون: بأن نبدأ من انفسنا، فحينما نغيّر انفسنا أنا وأنتَ وهو وهي حينها سيتغيّر المجتمع، فنحن المجتمع ونحن من نحدّد الأفكار السّائدة، وكذلك، بدعم المؤثّرين أصحاب الأفكار النّيّرة الّذين يسعون لهذا الهدف أيضًا وباستخدام الأسلوب العقلاني الواضِح في توضيح خطأ هذه الموروثات .
وخِتامًا؛ إنّ الإنسان هو من يحدّد فشله ونجاحه بالمقام الأوّل، فإن سيطر على زمام نفسه وتحكّم بها وقادها نحو الأفضل بما يتوائَم مع ظروفه الحياتيّة فإنّ النّجاح حليفه، وإن أصبح خاضعًا للمخاوف والأفكار السّلبيّة فإنّ الغرق هو مصيره الأكيد . مهما قست الظروف تذكّر أنّ جميع النّاجحين وُلِدُوا مِن رحم المُعاناة ولَيس من التّرف وهنيء العَيش .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
زهراء مشتاق

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat