أضواءٌ من حياة الإمام محمد الجواد (ع)
محمد الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد الموسوي

هو الإمام التاسع من أئمة المسلمين أولاد رسول الله (ص)، هو الإمام محمد بن علي الرضا (ع) النقي المعروف بالجواد، وكنيته أبو جعفر، ولد في المدينة المنورة في العاشر من شهر رجب سنة (195) هجرية، ومدة إمامته سبع عشرة سنة، بعد استشهاد أبيه الإمام علي الرضا (ع) في طوس، وكان عمر الإمام محمد الجواد ثماني سنوات، وذلك عام (203) هجرية، وعاصر الإمام الجواد (ع) خليفتان هما (المأمون والمعتصم)، وأوصى الإمام الرضا (ع) على خلافته بالإمامة وقيادة المسلمين رغم صغر سنه، فقال (ع) للمسلمين في إحدى خطبه: (وما يضره من ذلك، وقد قام عيسى (ع) بالحجة، وهو ابن أقل من ثلاث سنوات، والنبي يحيى (ع) كذلك). وقد نص على إمامته أمام أصحابه المقربين، وأمام المسلمين، أو على القواعد الشعبية المؤيدة للإمامة.
وقد استدعى المأمون العباسي الإمام محمد الجواد (ع) إلى بغداد سنة (204) هجرية، وزوّجه أبنته أم الفضل، رغم احتجاج العباسيين على هذا الزواج، الذي قد يسبب - حسب اعتقادهم - تقرب أهل البيت (ع) من الخلافة، لكن المأمون العباسي شرح لهم طريقة الخلاص من أتباع أهل البيت، ومن ثوراتهم المستمرة ضد الحكم العباسي، فكانت عملية مراوغة من المأمون لتهدئة الثورات عليهم.
وقد حاور الإمام (ع) الكثير من الفقهاء والعلماء، وأجابهم على أسئلتهم بالجواب الشافي وأقنعهم، فقال المأمون: ويحكم إني أعرف بهذا الفتى منكم، وإنه لأفقه منكم، وأعلم بالله ورسوله وسنته وأحكامه، وأقرأ بكتاب الله منكم، وأعلم بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه، ظاهره وباطنه وخاصه وعامه وتنزيله وتأويله، وإن شئتم فامتحنوه، فإن كان كما وصفتم قبلت منكم، فقالوا: لقد رضينا لك ولأنفسنا بامتحانه حتى يحيى بن أكثم قاضي القضاة اعترف بشخصيته وعلمه وفقهه وأجوبته، مما يثبت بأنه الإمام المعصوم الوارث لعلوم آبائه وجده رسول الله (ص)، وأنهم زقوا العلم زقا، وحكمهم وعلمهم إلهي.
رجع الإمام (ع) بعد تلك المناظرة مع زوجته بنت المأمون إلى المدينة المنورة، وخرج الناس والقادة لوداعه.
وقد استمر على خط أبيه في التخطيط الفكري والتوعية العقائدية، عندما كان في المدينة المنورة في مسجد جده رسول الله (ص)، يجمع عنده الفقهاء والعلماء منهم: الفضل بن شاذان، وأبو تمام مؤلف كتاب (الحماسة)، وعبد العظيم الحسني، وعلي بن مهزيار، ومحمد بن أبي عمير، وأحمد بن محمد البيزنطي، وشخصيات اسلامية أخرى، كانت مشاعل نور وهداية ومعرفة تنير للمجتمع الإسلامي الطريق الصحيح.
وفي بداية السنة الهجرية (220) استدعاه الخليفة العباسي المعتصم إلى بغداد، فأقام فيها حتى دسّ إليه السم عن طريق زوجته أم الفضل، واستشهد فيها في آخر شهر ذي القعدة في نفس السنة، وعمره الشريف لا يتجاوز الخامسة والعشرين سنة، وهو أصغر إمام معصوم، صلوات الله تعالى عليه وعلى آبائه الطاهرين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat