ديمقراطية غير صالحة للوطن
عباس العزاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كانت عجائزنا الطيبة تقول " ان القرد اذا اعطيته شيئاً يضع يده على رأسه وان لم تعطه يضع يده على مؤخرته " تُذكر هذه الكلمة عندما يخفق احدهم في الحصول على مبتغاه ويبدأ بطعن الاخرين والانتقاص منهم باي وسيلة وتحت اي ذريعة كانت , حتى ان كان الحديث عن البطيخ , نجده يغيّر مسار الحديث ليشتم خصومه واصفاً بطيخهم بالعفن!!
كان احد الضباط في الجيش العراقي يحاول في لقاءاته على القنوات العربية او العراقية الناقمة من العملية السياسية بعد التغيير, ان يُعيب الاجراءات الامنية وخططها الهشة والفاشلة والغير محكمة, ولا يترك عملية عسكرية ضد الارهاب الا نال منها ومن منفذيها وعادة ما يقدم تحت مسمى "خبير عسكري " واضعاً يده على مؤخرته.... بعد فترة وجيزة لاحظت ان طريقة كلامه تغيرت بنسبة 180 درجة وطنية!! ولم تدم حيرتي طويلاً ,وانا افرك عيني واذني بشدة لأرى واستمع جيداً لما يقول من درر وحكم تتحطم تحت ثقلها جبال الهملايا في وصف الانجازات الحكومية في مجال مكافحة الارهاب!! حتى نزل اسمه اسفل الشاشة مع منصبه الجديد في الحكومة!! واضعاً يده على رأسه.
سياسي واعلامي لامع طالما استمعنا واستمتعنا وفخرنا بدفاعه المستميت عن العراق الجديد وحملاته الهجومية ضد البعث والبعثيين حتى وصل به الامر ان يتعرض على الفضائيات العروبية للتشهير والاتهام بالعمالة والخيانة من اقزام البعث وايتامه.. واضعاً يده على راسه !! دخل الانتخابات مع قائمة لم تحصل على مقعد واحد بسبب قدم وانتهاء صلاحية افكارها المنقرضة, ولأنه لايمتلك المال لتأسيس فضائية تنال من هذه الديمقراطية " الفاشلة " التي لم تخدم مصالحه الذاتية بالوصول للبرلمان راح ينظّر لاسباب فشل هذه التجربة الملعونة, وبدأ ينشر على صفحته الخاصة كل ما من شأنة الاساءة الى الحكومة "الدكتاتورية الفاسدة" والتعرض لاغلب السياسيين فيها والطعن بهم وبشرف عوائلهم بمفردات خليعة وماجنة لايتعاطى معها الا ابناء الشوارع من الساقطين!! واضعاً يده على مؤخرته.
شاعر وأعلامي معروف , كان يغني ويبكي وهو يردد ياعراق .. ياحبيبي ياعراق بصوته الرخيم الرائع على احدى الفضائيات العراقية , وكأنه يقول مايخامر نفوسنا وارواحنا المنهكة من الفراق والحسرات المتراكمة لعقدين من الزمن على وطننا الحبيب, واضعاً يده على رأسه !... فقد عمله في المحطة المذكورة وفشل في ترشيح نفسه في الانتخابات السابقة عن منطقته الفقيرة التي تركها منذ زمن تغط في اوحال الخيانة البعثية وتسبح بدماء ابنائها المساكين, اصبح همه الوحيد الان هو التهكم والسخرية من العملية السياسية ومن يقودها " الي مايعرفون يحجون " فقط هو من يتقن فن الحوار ,بالحسجة والفصحى , قرأت له آخر مقالة عن القمة , بدأ بتأييد فكرة نجاح القمة فأستبشرت خيراُ ولكنه ختم نحيبه بلعن السياسيين وتقريعهم , واضعاً يده على مؤخرته.
سبق وان ذكرت باني لااحبذ الاشارة الى الاسماء الصريحة في مقالاتي , حتى لا يعتبرها البعض وسيلة استخدمها للشهرة على حساب الشخصيات اللامعة!!.. ولكن مايثير حفيظتي وحيرتي ويدفعني للكتابة هو تبدّل مواقف هؤلاء الناس وماأكثرهم في عراق اليوم!! وفق مصالحهم الشخصية , من اقصى اليمين الى اقصى اليسار وبسرعة تعادل سرعة الضوء .. مع ان التغيير نفس التغيير...والعراق هو العراق... والحكومة التي قتلوا انفسهم لينضموا اليها , هي نفسها بتقسيماتها الطائفية والقومية والحزبية!!!. فما حدى مما بدى ؟ وهل كانوا سيلعنون انفسهم لو كانوا ضمن فريقها..؟! وهل الديمقراطية التي لاتأخذ بأيديهم الى حيث يطمحون من المغانم والمناصب الثمينة ؟ ديمقراطية ناقصة وغير صالحة للاستعمال العراقي!. وهل هناك ديمقراطية مشروطة تفضل فريق بعينه دون آخر أم ان صناديق الانتخابات من تحدد الفائز ؟!
رحمة بنا وبالعراق وشعبه يامثقفي العراق , وحدوا كلمتكم من اجل الوطن ومن اجل مستقبل افضل لابناءنا واحفادنا , فتجربتنا صالحة وقابلة للتصحيح والتعديل فلنحافظ على هذا المنجز بايِّ ثمن , ولاتحاولوا اعادتنا الى الوراء مهما حدث , فبعض الاخطاء دليل العمل وبعضها دس وتخريب , والنقد الهستيري الذي يعتريكم كأنه مس من الشيطان والذي يفضي الى المزيد من الخراب والفرقة والتناحر بين ابناء الوطن الواحد , نطالبكم ان تتقيئوه بعيداً عن الوطن, فالوضع لايحتمل تخرصاتكم وادعاءاتكم وتنظيركم الفارغ , فالكل ذاهب ويبقى العراق وشعبه .... فهل من مناصر؟
ـ المايسوكَه مرضعه حكومه ديمقراطيه ماتنفعه!
1.4.2012
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عباس العزاوي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat