جنود الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تتدخل الادارة الربانية في حياة البشر بعدة طرق ووسائل معروفة ومنها وجود جنود لله مجندة جاهزة للإنزال السريع وتنفيذ الامر الرباني وقد ذكر الله تعالى جنوده في عدة مواضع مثلاً في سورة الفتح: (ولله جنود السموات والارض) وفي سورة الأحزاب: (إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريح وجنود لم تروها) وقد ذكر الله سبحانه وتعالى جنود السماء في العديد من السور القرآنية كصورة المدثر وسورة التوبة وسورة النمل ونقرأ: (وإن جندنا لهم الغالبون) سورة الصافات وسورة العنكبوت وجنود الله يتكونون من:
1ـ السيول والفيضانات:
جاءت الآية 16 سورة سبأ: (فأرسلنا عليهم سيل العرم) وهذا السيل معروف تاريخياً أنه أصاب سكان اليمن القدماء، وكذلك نجد إغراق قوم نوح قد تمت بواسطة هذه السيول قال الله سبحانه وتعالى: (وفجرنا الأرض عيوناً...) سورة القمر: 12
2ـ المطر: في حياة النبي يوسف (ع) أنزل الله سبحانه وتعالى المطر على أرض مصر في مدة سبع سنوات متتالية ثم حبسه عنهم خلال السنوات السبع التالية، وقد أخبر النبي يوسف ع المصريين بهذين الحدثين قبل وقوعهما، مما يؤكد بأن المطر هو أحد جنود الله تعالى ووسائله الفاعلة في رسم حياة المجتمعات؛ فنزول مطر الغضب الإلهي على قوم النبي نوح ع هو من أهم الأحداث التاريخية الكبرى التي تذكر هذا السلاح الرباني الفاعل: (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) القمر: 9
3ـ بعد قوم نوح أصر قوم عاد الذين استخلفوا في الأرض على الشرك بالله تعالى، ورفضهم لنصيحة النبي هود فسخر ريحاً عاصفة: (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية) الحاقة: 6 هناك جيش صرصر وهناك ريح العقيم التي تجعل الأشياء كالرميم وذكر في سورة الذاريات.
4ـ الصواعق: رفض قوم ثمود بالحجة التي ألقاها النبي صالح عليهم وثمود هم قوم جاءوا بعد قوم عاد لكنهم رفضو الإيمان بالله سبحانه وتعالى، فأتتهم الصاعقة: (فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون) الذاريات: 43.
5ـ الزلزال: حذر النبي شعيب قوم مدين من مخالفة تعاليم السماء، إلا أن بعضهم أبى الإستجابة من تحذيره، فضربهم الله بزلزال قوي: (فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين) العنكبوت: 26.
6ـ الملائكة: كان سكان مدائن سدوم وعمور ودوما وصاعورا وصايورا قوما منحرفين، رفضوا تحذيرات النبي لوط من غضب الله حتى أمطرهم الملائكة بمطر سوء: (فأمطرنا عليهم مطراً فأنظر كيف كان عاقبة المجرمين) الأعراف.
(يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين) آل عمران: 125.
7ـ الإنهيارات الأرضية: ما حدث لقارون حين استكبر واغتر بماله: (فخسفنا به وبداره الأرض) القصص: 81.
8ـ الطير: ما تعرض له جيش ابرهة عالق في أذهان التاريخ، فعند احتلال مكة وتهديم البيت أرسل الله تعالى طيورا ترميهم بحجر، فأفشل مسعاه: (وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول) سورة الفيل.
9- البحر: حين طارد فرعون وجنوده موسى (ع): (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ)
10- الآفات: يسخر الله سبحانه وتعالى بعض الآفات لإنجاز مهمات صعبة، كإماتة مزروعات، وإنزال عقوبة المجاعة: (فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) واستخدم أيضا سبحانه وتعالى الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم... إن هذه الأمثلة تدخل في إرادة السماء في حياة البشر لتؤكد وجود رقابة فوقية تحصد تصرفات الانسان وترينا أن لتلك التصرفات عواقب دنيوية وأخروية، وأن الأمر على الأرض لم يفوض بصورة مطلقة للإنسان.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat