وإذا جاز لنا أن نطلقَ كلمة الحواريين على كل من أخلص سريرته، واستجاب إلى نداء الحق – الذي يمثله الأنبياءُ وأوصياؤهم – ومن نهض إلى نصرتهم بكل ثبات وصدق... يكون العباسُ ابن علي عليه السلام سيِّدَ الحواريين يوم العاشر من المحرم حيث عُرض عليه الأمان من قبل أعداء أخيه الحسين عليه السلام – الذي يقول فيه رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسلم -: (حسين مني وأنا من حسين) - فرفض هذا الأمان ووقف إلى جانب أخيه الإمام الحسين عليه السلام وقفة ضرب بها المثل الأعلى في الأخوة الصادقة، والإيمان الصلب في الدفاع عن الحق الصراح فكان بحق قدوة يقتدى بها.
ودليل اخلاص العباس عليه السلام في هذه النصرة؛ أن الإمام الحسين عليه السلام لما أحلَّ أصحابه وأهل بيته من بيعته، وقال للأنصار: (ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرّقوا فإن القوم إنما يطلبونني ولو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري...
فقال له اخوته وابناؤه وبنو أخيه وأبناء عبد الله بن جعفر: لِمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا!! )
بدأهم بهذ القول العباس بن علي وتابعه الهاشميون. (مقتل المقرّم ص220)
فكان العباسُ عليه السلام- في هذا الموقف العصيب – هو الخطيب الأول في جواب الإمام الحسين عليه السلام والقائد المتقدم على بني هاشم والأنصار في توطين نفسه على التضحية والفداء ونصرة الحق في ظروف عزَّ فيها الناصر، فكان العباس عليه السلام قدوة صادقة لبني هاشم والأنصار؛ حيث به اقتدوا، فأجابوا الحسين عليه السلام بما أشرق له وجهه وسُرَّ قلبه رضا بما قالوا ولو قال لهم الحسين – يومها -: من أنصاري إلى الله؟ لقال العباس عليه السلام:- نحن أنصار الله؛ نفديك بأنفسنا، وهي أعز ما لديهم؛ لأنه كان صفيا من أصفياء الله كما كان الحواريون كذلك؟؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat