فرائض الرحمن كثيرة، فمن خلالها يثقل ميزان المرء يوم الحساب، منهم من تنفعه ومنهم من تزيد وقوفه بين يدي خالقه جل وعلا... ومن تلك الفرائض التي يسعى المرء لتطبيقها بالرغم من ارتباطها بالقدرة والاستطاعة هي الحج، والتي نرى تهافت كبار السن تحديداً لبلوغها لإرتفاع الأجر فيها.
وهذا أمر فطري لدى الإنسان، وأن يحظى بحجة في عمره أمر وارد التمني والتحقق، لكن الملفت للنظر هنا حين يصبح السعي لها سنة بعد أخرى، وهنا أيضا يوجد مبرر كأن يكون لحملات التبليغ والتجمع والتفكر والإلتقاء بالآخر؛ لأن هذه الفريضة المقدسة يجتمع خلالها الملايين في مكان واحد، وهنا لا بأس ..
لكن أن يكون بدون هذه المسوغات كلها، فماذا نسمّي هذا الحج؟ وخصوصاً اذا جاء على حساب معدومي الوساطات، ومن الذين إذا قدموا اوراقهم الخاصة بالحج تأتي الموافقات بعد وفاتهم، أضف الى ذلك التعقيدات الأخيرة التي وضعتها الجهات المشرفة على هذه الشعيرة؛ كالُعمر والحالة الصحية، وأغلب العراقيين معروفون بالأمراض المزمنة التي خلفها المقبور.
ونسأل هل كثرة الحج هي من أجل غسل الذنوب أم غسل أمور أخر؟، وهنا نستشهد بالآية المباركة: (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) التوبة: 3 .
فإذا كان حجهم خالصا ونيتهم إتيان فرائض الرحمن فبها ونعمت، وإلا فسيطول الوقوف والحساب، والخصماء فقراء حُرموا من أداء هذه الفريضة، ونختم بسؤال يتيم... إلى متى سيبقى الحج للمـــــ..... بدون قرعة؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat