امتازَ العباسُ عليه السلام بطاعته تلك منذ اللحظة الأولى لرحيل الحسين من المدينة، فحزم امتعته وامتعة اخوته، وجعلها ضمن ظعن الحسين، فكان يضع بذلك حدا فاصلا بينه وبين من لم يخرج مع الحسين من اخوته؛ كعمر الاطرف، وعبيد الله بن علي بن ابي طالب عليه السلام اللذين لم يخرجا مع الحسين حيث توفي عمر الاطرف في(ينبع) حتف انفه، وكان عمره يومئذ 85 سنة (مراقد المعارف 2 /108)
وله مرقد في ينبع من ارض تهامة.
وإنما قيل له الأطرف لأن شرفه كان من طرف واحد وهو طرف ابيه امير المؤمنين عليه السلام حيث كانت امه سبية من سبايا عين التمر – شفاثا – سنة 12هـ واشتراها امير المؤمنين وهي التي تعرف بالصهباء. (مراقد المعارف:2/110)
واما عبيد الله بن علي فهو الذي تحققت به نبوءة ابيه امير المؤمنين عليه السلام حيث جمع علي بنيه وهم اثنا عشر ذكرا، فقال لهم: ان النبي يعقوب كان له من البنين اثنا عشر ذكرا فلما حضره الموت جمعهم وقال لهم: (اني اوصي الى يوسف فاسمعوا له واطيعوا. وانا اوصي الى الحسن والحسين فاسمعوا لهما واطيعوا)
فقال له عبيد الله ابنه: (أدون محمد بن علي؟ يعني ابن الحنفية، فقال له: (أجرأة عليّ في حياتي كأني بك وقد وجدتَ مذبوحا في فسطاطك لا يُدرى من قتلك؟)
وقُتل عبيد الله في جيش مصعب بن الزبير لايدري احد منْ قتله كما قال امير المؤمنين ومرقده في ميسان بين واسط والبصرة تساق اليه النذور، ويعرف قبره هناك بقبر عبد الله بن علي (مراقد المعارف:2/50)
في نهاية هذا الموضوع لابد لنا من القول بأن العناية الإلهية كانت ترعى العباس عليه السلام وتوحي اليه منذ الطفولة بأن يلازم اخاه الحسين عليه السلام في حله وترحاله، وتحبب اليه هذه الملازمة التي جعلت منه اخا صادقا مجيبا يرى الفداء واجبا شرعيا لا عاطفيا يمليه عليه الحب المجرد لأخيه الحسين عليه السلام ....
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat