المجيب: اسم فاعل، مشتق من الفعل الثلاثي المزيد (أجاب) والفعل الثلاثي المجرد منه، هو (جاب)، واصله (جوب) فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا .
ومضارع (اجاب) (يجيب)، ومنه نصنع اسم الفاعل، حيث نحذف حرف المضارعة (الياء) ونبدلها بميم مضمومة فتصير الكلمة (مُجيب).
والمصدر منه: (الاجابة) والاسم الجابة، كالإطاعة والطاعة.
وفي المأثور من اساليب اللغة العربية: (ساء سمعا، فساء جابة) اي انه لما اخطأ فيما سمعه، اخطأ في الاجابة.
والاجابة والاستجابة بمعنى. ( مختار الصحاح)
وفي المصباح المنير الإجابة معناها الطاعة والقبول. تقول: اجاب زيد سعدا اجابة
واجاب قوله واستجاب له: اذا دعاه الى شيء، واطاع. ومنه: اجاب الله دعاءه: قبله واستجاب له كذلك.
بعد هذا التمهيد اللغوي لكلمة (المجيب) نقول: ان هذا اللقب قد ورد على لسان الامام الصادق عليه السلام في الزيارة ليميز به قمر بني هاشم الذي اجاب اخاه الحسين عليه السلام من دونما طلب منه، فكان معه اين ما حلّ وارتحل من دونما سؤال او نقاش... فكان الحسينُ عليه السلام هو القائد والعباس هو المنفّذ، وكانت السمة المميزة للعباس عليه السلام هي الطاعة المطلقة والقبول لكل ما يقوله الحسين عليه السلام.
ولما أحلّ الحسين عليه السلام اهل بيته واصحابه من بيعته في ان يذهبوا في ارض الله الواسعة، ويتركوه وهؤلاء القوم فانهم لايريدون غيره. لما وصل الحسين عليه السلام الى هذا الكلام نهض العباس عليه السلام فكان اول المتكلمين حيث قال: (أنحن نخليك وبماذا نعتذر الى الله في ذلك؟؟) وظل العباس بتلك الطاعة ما انفك عنها لحظة من لحظات عمره حتى استشهد بين يدي اخيه الحسين عليه السلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat