التعليمُ الإِلكتروني بين القراراتِ القاهرةِ وهبوطِ الدافعيةِ المعرفية:
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

باختصارٍ:
فإِنَّ الضميرَ الحيِّ العاشقَ صاحبُه العلْمَ من أَولِ مستوياتِه المعرفيةِ حتى أَعلاها تحصيلًا وتفريعًا هو الحاكمُ على (التعليمِ الإِلكترونيِّ) أَنافعٌ هو أَم لا ؟ المعلِّمُ والمدرِّسُ والأُستاذُ المخلِصُ الغيورُ على تلاميذِه وطلبتِه والباحثينَ في مقرَّرِه هو الذي يجعَلُ التعليمَ الإِلكترونيَّ فعَّالًا ناجحًا ناجعًا نافعًا يَقرُبُ من جدوى التعليمِ الحضوريِّ. وهذا النجاحُ يتوقفُ - بعد جَهدِ المعلِّمِ والمدرِّسِ والأُستاذِ - على إِخلاصِ التلميذِ والطالبِ والباحثِ نفسِه بتهيئةِ جُهدِه وجَهدِه لتلقي المحاضرةِ الإِلكترونيةِ ومتابعةِ مضمونِها بالفَهمِ والتمكن.
أَمَّا انعدامُ الإِخلاصِ من الطرفَينِ فهو عاملُ الهبوطِ الأَكبرِ في الدافعيةِ المعرفيةِ. ومن مصاديقِ هذا الهبوطِ عدمُ الاشتراكِ في المحاضرةِ الإِلكترونيةِ ، واستنساخُ إِجابةِ التلميذِ أَوِ الطالبِ الفائقِ وانتحالِها للنفسِ وإِرسالُها جوابًا باسمِ التلميذِ أَوِ الطالبِ الفاشلِ الهابطِ فضلًا عن المواقفِ الأُخرى التي يكونُ بها التلاميذُ والطلبةُ المعروفةِ بإِثارتِها العجبَ العُجابَ !
نحن نُجاهدُ بالتعليمِ الإِلكتروني - الذي إِن تركناهُ هدمنا البديلَ الوحيدَ لمواصلةِ الدراسةِ بمفهومِ (آخرُ الدواءِ الكيُّ) - كي نُحافظَ على ما يُمكنُ من رصانةٍ وبناءٍ معرفيٍّ متتابعٍ لا يتحققُ إِلَّا بالإِخلاصِ الذي هو محورُ النجاحِ ؛ فإِنِ انعدمَ الإِخلاصُ في قاعةِ الدرسِ الحضوريِّ نفسِه انعدمَ نجاحُ التعليمِ للحالاتِ التائهةِ الضائعةِ اللاهيةِ اللاعبة.
وفق اللٰهُ الأُمهاتِ والآباءَ والمعلِّمين والمدرسين والأَساتذةَ والتلاميذَ والطلبةَ والباحثين الذي يُتابعون ويتعلَّمون ويُعلِّمون على سبيلِ الإِفهامِ والفهمِ ، والمعرفةِ والتطويرِ الفكريِّ الذاتي على الرغمِ من العقباتِ المعروفة.
إِنها أَزمةٌ قاهرةٌ ستزولُ بإِذنِ اللٰه تعالى ، ويعودُ (أَحمدُ) ، وتعودُ (فاطمةُ) يحملانِ حقيبةَ المدرسةِ ، أَو محاضراتِ الصفِّ الجامعيِّ بالزِّيِّ الدراسيِّ اللائقِ الذي يَفرِضُ للطالبِ احترامَه والفخْرَ به على المجتمعِ كلِّه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat