سلاحُ الإمام المهدي (عج)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نظراً للتطور الحاصل في مجال صناعة الأسلحة التي تمتلكها الدول الكبرى والتقدم التكنلوجي والعلمي في كل مجال من مجالات الحياة، فقد تعددت الاطروحات الآنية وتوسع السجال في التنظير الحديث لنوع السلاح الذي سيستعمله الإمام المهدي(عج) كوسيلة لمحاربة الكفر والضلال لتحقيق الغاية وهي نشر دولة الاسلام العالمي المحمدي الاصيل في كل بقاع العالم، (ويملأ الارض قسطا وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا).
فالتنظير الحديث لهذا الامر إنقسم إلى قسمين لا ثالث لهما، قسم يؤكد على ضرورة التمسك بالروايات التي وردت إلينا عن أئمتنا (عليهم السلام) والتي تؤكد على أن الامام المهدي سيخرج بسلاح (الجفر الاحمر) ومنها ما جاء في الكافي عن الامام الصادق (عليه السلام) عندما قال لابن يعفور: وعندي الجفر الاحمر، قال: قلت وأي شيئ في الجفر الاحمر، قال: السلاح وذلك إنما يفتح بالدم، يفتحه صاحب السيف للقتل.
ورواية أخرى تؤكد على التمسك بالسلاح الذي كان موجوداً بعصر وزمان أهل البيت (عليهم السلام) وهو السيف ولكنه يكون منصوراً بالنصرة الإلهية وبالملائكة وبالرعب، وبأصحابه الأوفياء الخُلص، وغيرها من الروايات التي تذهب إلى هذا الجانب، أما بالنسبة للأسلحة المتطورة التي يملكها أعداؤه فمهما كان نوعها فلا أهمية لها بعد ما عرفت أنه (عليه السلام) منصور ومؤيد من قبل الله عز وجل.
أما القسم الثاني فقد ذهب إلى أن الامام المهدي (عج) سيخرج بالسيف كما أثر عن أئمتنا (عليهم السلام) من حيث كونه أداة للقتال والحراب إلا أنه سيكون متطورا الى الحد الذي يفوق ما موجود من أسلحة، وهذا الطرح ملائم من وجهة نظرهم محاكاة للجانب العقلي في تقبل أمر المواجهة مع التطور العلمي، مؤكدين إلى أن الامام (عليه السلام) مستودع علم الله وخازن أسرار النبوة وبه سينبلج نور العلم الإلهي.
وسواء كونه سيفاً كما نطقت به الروايات الآنفة الذكر أم ان السيف كناية يرمز به للقوة في إستعماله كسلاح سيحقق الغاية المرجوة منه وهو الوصول الى دولة العدل الالهي، فنحن نرى أن أمر سلاح الامام المهدي (عج) يدخل من باب المجاز البلاغي كما كان اللغويون في تأويلهم العديد من الآيات القرآنية الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة وأقوال الائمة عليهم السلام، فـ (يد الله فوق أيديهم) بيان للقدرة الإلهية وهو المتجبر الاعلى ولا تدخل من باب التجسيم - والعياذ بالله - إذا ما أردنا أن نأخذ الآية الكريمة على ظاهرها، وقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام): (ما ترك لي الحق من صديق) بيان إن أمير المؤمنين كان يحكم بالحق (وأكثرهم للحق كارهون)، والحق عند أمير المؤمنين غاية سعى من أجل تحقيقها الى إستعمال أدوات عدة جاء في مقدمتها الكلمة والسيف حتى عده بعض كارهي الحق بـ (قتّال العرب)، فإذا كانت الغاية التي سيتخذها الامام المهدي (عج) هي إحقاق الحق ونشره فلا ضير من إستعمال الوسيلة التي سيراها- أرواحنا له الفداء- مناسبة لمقارعته الظلم وأهله، ولتكن كلمته وحجته التي ستصل إلى ارجاء المعمورة بفضل التطور العلمي وتطور وسائل الاتصال كما كانت كلمة امير المؤمنين (عليه السلام)، وليكن سيفه هو الحق الذي يكمل بناء الاسلام في آخر الزمان كما كان سيف جده ركناً مهما في بناء أولى لبنات الاسلام في زمن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat