النیة فـي المـنظور الاسـلامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

﴿یا أیها الذین آمـنوا لا تـتخذوا عدوّي وعدوّكم أولیاء تُلقون إلیهم بالمودّة وقد كفروا بما جاءكم من الحق یخرجون الرسول وإیاكم أن تـؤمنوا بـاللّه ربّكم إن كنتم خرجتم جهاداً في سبیلی وابتغاء مرضاتي تُسرّون إلیهم بالمودة﴾.
وكـالانفاق الذي جـاء بشأنه قوله تعالی:
﴿یا أیها الذین آمـنوا لا تـبطلوا صـدقاتكم بالمنّ والاذی كالذي ینفق ماله رئاء الناس ولا یؤمن بـاللّه والیـوم الاخر﴾
فالآیة تعطي هنا درساً أخلاقیاً ترفض من خلاله اقتران الصدقة بالمنّ والاذی، لأن ذلك یـسلب عنها أثرها المعنوي والأخلاقي، ثـم تـشبه الذي یلحق صـدقته بـالمنّ والاذی بمن لا یؤمن باللّه والیوم الآخر ویـنفق مـاله رئاء الناس. ولتجسیم غیاب القیمیة عن هذا السلوك قال تعالی:
﴿فمثله كمثل صـفوان عـلیه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً لا یـقدرون علی شيء مما كـسبوا﴾
فـحال المرائي في إنفاقه رئاءً كحال الحـجر الصـلد الذي علیه شيء من التراب، إذا نزل علیه وابل من المطر ـ والمطر وخصوصاً وابله، هـو السـبب الأبرز لحیاة الارض وتزیینها بزینة النـبات ـ فـلا یـبقی شيء من التـراب فـضلاً عن البذر، ویبقی الصـلد الذي لا یـنشأ فیه النبات، بمعنی ان الصلد یُفقِد الوابل والتراب ـ وهما أظهر أسباب الحیاة والنمو ـ مفعولهما، فـالنقص لیـس منهما.
والمرائي الذي لا یبتغي وجه اللّه تعالی لا یـترتب الثـواب علی عـمله، وإن كـان كـالانفاق الذي هو من الاسباب البـارزة لترتب الثواب.
وفي قبالة النموذج السابق، ضرب اللّه تعالی للمؤمنین مثلاً آخر في قوله تـعالی:
﴿ومـثل الذین ینفقون أموالهم ابتغاء مرضاة اللّه وتـثبیتاً مـن أنـفسهم كـمثل جـنّة بربوة أصابها وابـل فـآتت أكلها ضعفین فإن لم یصبها وابل فطلّ واللّه بما تعملون بصیر﴾
فقوام القیم بالنیّة التي تحي الفعل وتـنمّیه إذا كـانت إلهـیة، بینما تعطل الحیاة والنموّ فیه إذا كانت شـیطانیة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat