محنة الإمام الصادق " عليه السلام"
فاطمة السعيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فاطمة السعيدي

عايش الإمام الصادق "عليه السلام" الحكم الاُموي مدة تقارب أربعة عقود وشاهد الظلم والارهاب والقسوة التي كانت لبني اُمية ضد الاُمة الإسلامية بشكل عام وضد أهل بيت الرسول "صلى الله عليه وآله" وشيعتهم بشكل خاص
ثمّ آلت الخلافة إلى بني العباس فعاصر حكم أبي العباس السفّاح وشطراً من حكم المنصور الدوانيقي بما يقرب من عشر سنوات..
كان الإمام الصادق "ع "معجزة الدنيا ومفخرة الإنسانية على مر العصور حاز كل الفضائل والمكارم وسبق العالم بعلومه ومعارفه كانت آفاق حياته العلمية منيرة مشعة، ملؤها دروس ومواعظ يلقيها على الامه يهذب ويؤدب ويربي ويعلم دون كلل أو ملل يتجاوز كل الصعاب بعزم راسخ وهمه عاليه .
انصرف عن الصراع السياسي المكشوف إلى بناء الاُمة الاسلامية علمياً وفكرياً وعقائدياً وأخلاقياً، بناءاً يضمن سلامة الخط الاسلامي على المدى البعيد بالرغم من استمرار الانحرافات السياسية والفكرية في أوساط المجتمع الاسلامي.
كانت السياسه الحاكمة تخافه وتحذره أشد الحذر وكانت شدة الازمه على الامام الصادق "ع"في ايام عهد المنصور الدوانيقي
تتابعت المحن على سليل النبوّة وعملاق الفكر الإسلامي ، فقد رأى ما قاساه العلويون وشيعتهم من ضروب المحن والبلاء، وما كابده هو بالذات من صنوف الإرهاق والتنكيل، فقد كان الطاغية يستدعيه بين فترة وأخرى ، ويقابله بالشتم والتهديد ولم يحترم مركزه العلمي، وشيخوخته، وانصرافه عن الدنيا الى العبادة، وإشاعة العلم، ولم يحفل الطاغيه بذلك كلّه، فقد كان الإمام شبحاً مخيفاً له...
وأخذ الطاغية يضيّق على الإمام " ع" عن طريق نشر عيونه وجواسيسه التي كانت تراقب حركة الإمام "ع" وترصد نشاطاته لتزوده بآخر المعلومات، ليتخذ منها مسوغاً للنيل من الإمام "ع"والتضييق على حركتة التي كان يرى فيها المنصور خطراً حقيقياً على سلطانه وبالتالي تمهد له تلك التقارير أن يصوغ ما يريده من الاتهامات لأجل أن يتخذها ذريعة في قتله.
لقد صمم المنصور على اغتياله وحاول مرارا وانتهى به الأمر ان دس إليه سماً فاتكاً على يد عامله محمد بن سليمان و الي المدينة فقام بسمِّ الامام الصادق في الخامس والعشرين من شوال عام 148 هـ فمضى أبو عبدالله "عليه السلام" ضحية المجرمين، و تم تشييع جثمانه المبارك و دفن في البقيع. وهكذا أفل نجم من نجوم آل محمد(صلى الله عليه وآله) و أسدل الستار على نور من أنوار هم الباهرة ليقوم مقامه نجم آخر و نور ثاني.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat