المستبصره السودانية أم محمد علي المعتصم
بسمه المشهداني

كتاب: (من حقي أن أكون شيعية)

قبل أن أعيش في رحاب التشيع وأهتدي إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام، لم أكن أعرف عن الحسين عليه السلام إلا ما درسناه في المدارس. أذكر أنني كنت في الرابع الابتدائي، فحاول الاستاذ تبعا للمنهج ان يطوي كل ذلك التاريخ في قوله: ان يزيد قتل الامام الحسين عليه السلام وأولاده وسبى نساءه في معركة تـُسمى كربلاء، فسألت طالبة مسيحية بدهشة: كيف تجوِّزون قتل ابن بنت نبيكم؟ فدمعت عيناي دون أن أشعر، فكانت تلك أول دمعة في مصاب الامام الحسين عليه السلام، فقال الاستاذ: ذلك قدر الله على هذه الامة. قدر الله أم غدر الامة التي لم تحفظ الرسول في ذريته؟ وهو القائل: (أوصيكم الله في أهل بيتي) وقال الله تعالى في حقهم: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) أيقتل روحي له الفداء في أبشع صوره مرت على تاريخ البشرية؟ وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله: (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا) وقال: (الحسين مصابح الهدى وسفينة النجاة) وقال: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة).
فبقيت الدمعة وحيدة، حتى جاء اليوم الذي عشت فيه مأساة كربلاء بتفاصيلها، حيث ما تزال ظلالها الحزينة ترافق ظلي الى اليوم، تاركة اثارا عميقة في نفسي، كنا في شهر محرم الحرام في منطقة السيدة زينب عليها السلام بدمشق، والسواد يغطي الساحات، والكل حزين يهتف... (يالثارات الحسين) فانتقل بي الزمان حتى كأني أرى كربلاء بأم عيني، صورة لا تحكى، ومنظرا لا يصور، عشت لحظات في فيافي دمائها الحمراء، أواسي الهاشميات، فبكيت معهن حتى نضب الدمع مني، فعاشوراء لم تمت بل حاضرة في وجدان هذه الأمة، يلوح من أريج دمائها الزاكية الصمود والاباء، وفي اعتابها شموخ الايمان على الكفر، وفي لهواتها انتصار الحق على الباطل، وعلى شرف ابوابها كان نهج الحق وراية العمل ترفرف مدى الأزمان، فكل أيامنا عاشوراء، وكل بقعة من بقاع الأرض كربلاء.
فاصبح الحسين عليه السلام هو نهجي وعاشوراء هي شعاري وتربته الطاهرة أضعها تحت جبيني في سجودي، لكي أبقى دوما مع الحسين، وألقى الله تعالى مع الحسين عليه السلام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بسمه المشهداني

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/11



كتابة تعليق لموضوع : المستبصره السودانية أم محمد علي المعتصم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net