الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام من المهد إلى اللحد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

*الحمد لله كما يرضى، وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى وآله سادات الورى.*
إن الله تعالى الذي هو على كل شيء قدير ولا يعجزه شيء شاء أن يظهر لعباده الفرد الكامل من خلقه ليريهم قدرته على الإبداع في الصنع ويبرهن لهم على أن من الممكن أن يقرب الله البشر إلى أعلى درجة من الشرف يمكن للموجود أن يبلغها، فخلق الله محمداً (صلّى الله عليه وآله) وعلي بن أبي طالب عليه السلام والصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام ليكونو كل واحد مثالاً كاملاً للقدرة الإلهية، وشاهداً حياً لأرقى موجود في مراتب الصعود.
الحديث حول شخصية الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام، ونجعلها محور كلامنا، وندور في فلكها لما في ذلك من فوائد دينية، علمية، روحية، تربوية، تنفع العباد والبلاد.
فالتحدث عن الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام يشمل التكلم عن الإسلام في جميع مجالاته وخاصة في دور التكوين والتأسيس وعن مدى تأثير التربية الإسلامية في النفوس وتبلورها ببركة تلك التعاليم وتكهرب النفوس بنفسية النبي صلّى الله عليه وآله تلك النفسية القوية بالمبدأ الأعلى.
نذكر في هذه الصحائف شيئاً عن حياة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام في ظل الإسلام وبعض مواقفها في المواطن الأساسية والحساسة التي مرة بها الأمة بعد شهادة النبي الاعظم صلى الله عليه واله
تبدأ تلك الحوادث المتسلسلة من أيام بعثة النبي (صلّى الله عليه وآله) والشروع بالدعوة الصامتة، والناطقة والسرية والعلنية وأدوار تلك الدعوة وتطورها في مكة، وتنتهي بهجرة النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى المدينة.
نذكر مواقف الصديقة الطاهرة عليها السلام في تلك المراحل المذهلة، واستعدادها للتضحية في سبيل المبدأ بحيث ما كان يقف في طريقه شيء يغير اتجاهه وانطباعه عن الدين.
نسير مع التاريخ حيث سارت الصديقة الطاهرة عليها السلام حتى ينتهي البحث بشهادة الصديقة الطاهرة عليها السلام وما هناك من نماذج من العدالة الإلهية ونفسيات طيبة تتجلى في وصاياها عندما أحست بخطر الوفاة.
نتمم هذا البحث بما تيسر من كلمات الصديقة الطاهرة عليها السلام وتعاليمها القيمة وفضائلها ومكارم أخلاقها.
وبذلك ينتهي البحث إن شاء الله تعالى وبعونه.
وأنا على يقين أن الإحاطة بجميع مزايا الصديقة الطاهرة عليها السلام خارج عن نطاق البشر وقدرة البيان، لأنها (عليها السلام) كالبحر لا يدرك طرفاه ولا يبلغ جانباه ولا يمكن الغوص إلى عمقه.
فالمتحدث عن شخصية الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام يجد أمامه عوالم غير متناهية، يطير في فضائها وأرجائها، ومهما أوتي من حول وقوة فإن التعب يدركه قبل أن يدرك مداها.
ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat