صفحة الكاتب : قصي عقيل السلامي

لوّح لي من السماء
قصي عقيل السلامي

مسكينة أمي... فقد وقفت حائرة أمام سؤال صغير، ولكنه كبير في تفسيره، هو إذا كانت طائراتنا، إذن لماذا تستمتع طائراتنا بتحطيم حاجز الصوت على المدن الامنه فنحن لسنا في الجبهة ونحن لسنا العدو...؟! كان ذلك عندما رأيت طائرة للمرة الأولى في حياتي... فأصبت بنوبة رعب حملتني أمي وهي تطمئنني على أثرها. 
والمرة الثانية التي رأيت فيها طائرة كانت في عام 1991 حيث كانت الطائرات تقصف وتدوي بأصوات مرعبة، ونحن نركض ولا نلتفت إلى الخلف. فضلنا أن  نتلقى القنابل بظهورنا بدل أن نتلقاها بوجوهنا، ولكن الهيلوكبترات فضلت إرعابنا فقط أو لم تحن منيتنا بعد. وساعتها قررت رفض فكرة أن أصبح طيارا نهائيا من رأسي بعد أن كان حلمي في الطيران يجعلني ألح على أبي كلما يذهب إلى الجبهة  وأقول له: اجلب لي خوذة طيار معك عندما تعود... فأراه يبتسم وهو يقول: ليتني أعود بخوذتي فقط يا بني !! وساعتها لم أكن اعرف ما يعني؟ على أي حال... تحطمت أحلامي بأن أصبح ذلك الطيار الذي يقصف الناس...
وفي 2003 كان الرعب يقتحم كل نوافذ روحي، عندما اسمع أصوات الطائرات الأمريكية وهي تقصف بشراسة المدن والجيش والمواقع، وأزيز صواريخها يملأ الجو برائحة الموت وطعمه ولونه.  لطالما تمنيت أن تميز تلك الطائرات ما بيننا وبين أهدافها وتمنيت أن لا نكون من أهدافها ولا أي من الجيران كذلك، وعندما تسللت إلي الرغبة في أن أتجرأ وأشاهد الطائرة التي كانت تجوب السماء بارتفاعها المنخفض جدا، وقفت وسط مزيج من العواطف لم أكن اعرف بماذا اشعر ؟ وتخيلت نفسي وأنا أقود تلك الطائرة وأطلق الرصاص عليّ !! وأنا ألوّح للطائرة... حينها تلجلج شيء على لساني هو: لماذا الطائرات تتخذنا هدفا بدل أن تحمينا...؟ ولوّح لي الطيار الأمريكي، ولكني لم افرح بتلويحته، ولم اطمأن... لربما لأن تلك التلويحة ما كانت نابعة من الأعماق، وأخذ القلق يتسورني وأنا انزل لغرفتي...
واليوم رأيت طائرة تحمل كل ما حلمت به من القوة الطيبة وفيها رجل يلوِّح لي بحرارة حتى كاد يسقط منها ففهمت من تلويحته انه كان يقول لي: لا تقلق أنا هنا لحمايتك وحماية الزوار... تخللني دفء عميق لأنه كان  أنا.............


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قصي عقيل السلامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/26



كتابة تعليق لموضوع : لوّح لي من السماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net