الجميع يؤمن دون استثناء بان نهضة الامام الحسين عليه السلام في كربلاء تحمل الكثير من الدروس والعبر التي تنفع الامم وتنهض بها نحو واقع حياتي يافع اذا ما تم استيعاب هذه النهضة وجدانيا لتصبح صرخات الحسين عليه السلام مأوى كل صرخة لتعمر فينا عملا جهاديا جادا دون ان نتكئ على أعذار جاهزة ومعدة نواري بها عجزنا أو نداري بها مخاوفنا ونجلس بعيدين عنها لنتشبث بمحبة خاوية من غير ان نقدم ما يخدم هذه المسيرة الجهادية الظافرة بمعنى آخر دون ان نحملها هوية نرتكز عليها في جميع مساعينا الحياتية لكون هذه الثورة حملت مشروعا اصلاحيا عاما يشمل كل أمة مؤمنة بذاتها ومكوناتها وعلى مدى الازمنة وبساط الامكنة يحمل مكونات فكرية، سياسية، إنسانية، اجتماعية، شاملة كانت هي مرتكزات واقعة الطف العظيمة وكانت منهجا تطبيقيا اعتمد عليه الامام الحسين عليه السلام ليعيد للاسلام هويته التي جاهد الأمويون لسلبها وتغيير معالمها... فامتشق تعاليم الرسالة النبوية كجذر امتدادي برهن للعالم اندحار القوة الطاغوتية مهما كانت امكانيتها واعداد جيوشها أمام موقف يحمل راية الله اكبر راية حق تقدم إليه باذلا نفسه بشلة مؤمنة قليلة ليعطي الوجه الاسمى في فهم معنى النصر والانتصار الذي يسمو به اليوم من مكانة خالدة مكنت كل من قاتل معه مناصرا هذا الموقف شهيدا تباركه الأجيال... ولم يبق من قادة عسكر اللعين ابن زياد سوى أسماء ميتة لا تصلح الا للعن تقربا للحق... لابد لنا أن نستلهم هذه العبر حكمة جهاد ومثابرة ونقف عند ادق تفاصيل هذه الملحمة الاصلاحية ومثلما فتحت أبواب للعمل أغلقت أبواب من الكسل الجهادي الذي صار يعبث به قرة بن قيس حين يقول: لو ادري غاية الحر لتبعته...! فهذه الـ(لو) مثل (لو) عبيد الله بن الحر الجعفي: لو ادري لنصرته ! ولكي لا نكون في عزلة عن ذواتنا علينا فهم واستيعاب هذا المشروع الاصلاحي الذ ي يسعى لرفض الاشر والبطر ويجاهد بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ابتداء من الذات ثم الاولاد والاخوة والبيت والشارع وساحة العمل وان لا نقف عند حدود الجدل والمناقشة وانما نبذل قصارى جهدنا لنمثل المشروع الحسيني الاصلاحي الذي يبكي رحمة للاعداء قبل الذات لان الذات المؤمنة تعي مقدار الأمان الذي تعيشه وبهذا الوعي سنكون شجعانا نأتزر همة ابطال الطف ونقول عند كل نهضة واحسين:
( صبرا جميلا والله المستعان).
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat