حديثُ الشهادة:
دار الحوار بينهما، وهما يسيران بمنطقة ما بين الحرمين الشريفين، فقد كان يسير مع زوجته وطفليه.. وقال لها: انظري لقبة العباس، وانظري لقبة الحسين (عليهما السلام) هل ترضين أن تُهدما على يد الارهابيين..؟ فبكت وقالت: فداهما نفسي، فقال لها: إذن دعيني أذهب للجهاد، للدفاع عن مرقدهما، وأنت وأطفالي امانة عندهما، انا مبرئك الذمة، وأرجو ان تبرئيني الذمة، واطفالي تحدثي لهم عني كثيراً.. فمضى وقاتل قتال الأبطال، وبعدها حلقت روحه بين القبتين الشريفتين.
.....
الجندي الجريح:
أصيب برصاصة قناص اخترقت صدره، وقد نقل الى أحد المستشفيات، ونبضات القلب بدأت تهبط، وتنفسه بدأ يختفي، والفحص الطبي والأشعة تشير الى تمزق شديد في شريان التاجي الأيسر للقلب، مما سبب نزيفاً داخلياً شديداً.
قال الطبيب: انه سوف يفارق الحياة بعد ثوان..! وفجأة..! نبضات القلب بدأت بالتصاعد..! فقام الطبيب فوراً بعمل فتحة في صدره، أخرج منها الدم المتجمع؛ بسبب النزيف الداخلي، واذا بهذا البطل يتنفس مرة اخرى..! فأدخل الى غرفة العمليات، قام الطبيب بخياطة الشريان الممزق، ونجحت العملية نجاحاً باهراً..!
قال الطبيب بدهشة: "إنها معجزة كيف عاش الجندي؛ لأن اصابته كانت خطيرة جدا، ولكن بعد توقف النزيف وجدت الشريان فيه اصابة بسيطة على غير ما شاهدناه في الاشعة".
عندما استيقظ الجندي الجريح... ابتسم..!
وقال: عندما اصابتني الرصاصة وقعت على الأرض مغشياً عليّ من شدة الألم والضربة، في ما أنا في عالم الحلم واليقظة، رأيت نفسي بين أحضان رجل يلبس عمامة سوداء.. واتذكر انه قال لي: "اصبروا أنا معكم ولا أترككم"، حملني وأخذني الى نهر لونه اخضر، وبيده صار يمسح على جرحي من ماء النهر الجاري.
.....
إحدى الحسنيين:
هي امرأة على الشارع الرئيسي وقد صنعت تنور طين، وتقوم هي وبناتها بخبز العجين وتوزيعه على أبطال الطف الجديد.. كان منظرها يشحذ الهمم، ويعطي الدروس للرجال بضرورة التقدم لنيل إحدى الحسنيين.. امرأة أحنى الدهر ظهرها، ولكن لم يحنِ عزيمتها وصبرها وإيمانها الراسخ بالشهادة.
سألتها: لماذا تتعبين نفسك وأنتِ بهذه السن؟ أجابتني على بساطتها التي تميزت بالعفوية النابعة من القلب الصابر على المحن: لا اشعر بأي تعب يا بني.. إني فداء لكل مقاتل.. وأنا هنا لا ابرح هذا المكان ليلاً ولا نهاراً حتى يرزقني الله الشهادة التي أتمناها واحلم بها.
......
معلم الأجيال:
كان ومازال طالباً، ولكن غيرته على وطنه جعلته أستاذاً لتعليم الأجيال، كيف تكون التضحية.. طيب القلب محبوب من قبل ابويه وأهله وأصدقائه.. كان يخبرهم دوماً أن يدعوا له بالشهادة، وقبل عيد الفطر، ودّع أهله وأصدقاءه، وقال لهم: سوف اذهب ولن ارجع إلا وأنا ملفوف بالعلم، وهذا ما حدث بالفعل، فبعد مناوشات شرسة بينه وبين الدواعش، أصيب بطلقة قناص، وزفته الملائكة الى جنان الخلد والنعيم.
.....
لبيك يا وطني:
صاح بصوته: ((والله لن ارضى)) رأى علم داعش من بعيد، فصعدت الحرارة في عروقه، حتى كادت أن تحرق الهواء، أخذ راية العراق بكفّ عباسي يحامي أبداً عن دينه ووطنه.. عبر الشط سباحة، رغم أن المكان مسيطر عليه من قبل داعش..!
صعد عمود الضغط العالي للكهرباء، أسقط راية داعش، ووضع مكانها راية العراق، حينها نظر كالصقر الى العراق وروحه تردد: لبيك يا وطني..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat