حقوق الوالدين
رزاق الحسناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 للوالدين الدور الأساسي في بناء الاُسرة والحفاظ على كيانها ابتداءً وإدامة، وهما مسؤولان عن تنشئة الجيل طبقاً لموازين المنهج الإسلامي، لذا حدّد الإسلام أُسس العلاقة بين الوالدين والأبناء، طبقاً للحقوق والواجبات المترتّبة على أفراد الاُسرة تجاه بعضهم البعض، فقد قرن الله تعالى في كتابه الكريم بوجوب برّ الوالدين والإحسان إليهما بوجوب عبادته، وحرّم جميع ألوان الإساءة إليهما صغيرها وكبيرها، فقال تعالى:( وقَضى ربُّكَ ألاّ تَعبدُوا إلاّ إيّاهُ وبالوالدينِ إحسَاناً إمّا يَبلغُنَّ عِندكَ الكِبرَ أحدُهُما أو كِلاهُما فلا تقُل لهُما أُفٍّ ولا تَنهرهُما وقُل لهُما قَولاً كرِيماً )وأمر بالإحسان إليهما والرحمة بهما والاستسلام لهما، فقال تعالى:( واخفِض لهما جَناحَ الذُلِّ مِن الرحمةِ وقُل ربِّ ارحَمهُما كما ربَّيانِي صَغِيراً)وقرن الله تعالى الشكر لهما بالشكر له ، فقال:(...أنِ اشكُر لي وَلِوالِدَيكَ إليَّ المصِيرُ)وأمر تعالى بصحبة الوالدين بالمعروف، فقال:( وَصَاحِبهُما في الدُّنيا مَعرُوفاً ..)
وتجب طاعة الأبناء للوالدين ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : 
« ... ووالديك فأطعمها وبرهما حيّين كانا أو ميتين وان أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل، فإنّ ذلك من الإيمان».
كما ويجب على الولد الأكبر أن يقضي عن والده ما فاته من صلاة وصوم، أما بقية الأولاد فلا يجب عليهما القضاء عن والدهم  وحرّم الإسلام عقوق الوالدين بجميع ألوانه ومراتبه ، قال أمير المؤمنين عليه السلام :( من أحزن والديه فقد عقّهما ) وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال:( أدنى العقوق أفّ، ولو علم الله عزَّ وجلَّ شيئاً أهون منه لنهى عنه) وقال عليه السلام:(... ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحدّ النظر إليهما ) وقال عليه السلام:( من نظر إلى أبويه نظر ماقتٍ وهما ظالمان له، لم يقبل الله له صلاة ).
وعقوق الوالدين من الكبائر التي تستلزم دخول النار، قال الإمام الصادق عليه السلام :( عقوق الوالدين من الكبائر، لأنّ الله عزَّ وجلَّ جعل العاقّ عصياً شقياً ) ولا يقتصر وجوب البر وحرمة العقوق على الجوانب المعنوية والروحية، بل يتعداها إلى الجوانب المادية ، فتجب النفقة عليهما إن كانا معسرين وتجب رعاية الوالدين رعاية صحية، عن إبراهيم بن شعيب قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : إنّ أبي قد كبر جداً وضعف، فنحن نحمله إذا أراد الحاجة ؟ فقال: (إنّ استطعت أن تلي ذلك منه فافعل، ولقّمه بيدك، فإنّه جُنّة لك غدا).

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزاق الحسناوي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/20



كتابة تعليق لموضوع : حقوق الوالدين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net